Sunday, May 20, 2012

مركب واحدة



Hi, it’s me again, back!

بالأمس القريب كنت أشاهد تقريرا عن البلطجة و الحياة داخل العشوائيات, ثم إذا بي في اليوم التالي داخل احدى قاعات السينما في أشهر مراكز القاهرة التجارية أشاهد فيلم تيتانيك للمرة ال#### , لكن هذه المرة استوقفتني بعض المشاهد بشكل خاص , مثل مشاهد نظرة طبقة الدرجة الأولى لأفراد الدرجة الثالثة, و اصراراهم الشديد على بقاء "هؤلاء" في اماكنهم و ادوارهم المخصصة ,بعيدا عن أماكنهم ومخصصاتهم وحفلاتهم. دائما و ابدا ما يهم ان يبقى الأغنياء على سطح المركب في مساحتهم المخصصة , و تبقى "الطبقات السفلى" في "أماكنهم المخصصة ,  بمشاكلهم بتكدسهم بجرذانهم.. بعيدا عنهم.
و أن أي إزعاج  قد يسببه أي من هؤلاء "الحشرات المحتالة" يمكن علاجه ببعض "البقشيش" الزيادة .. أو شخصية الخادم\المخبر\الشرطي\"البلطجي القانوني " .. نعم عندما تتعامل مع "حشرات" تصبح "البلطجة" "قانونية" في نظره أصحاب الدرجة الأولى !
المهم أن يبقوا بعيدا عن قاعة الطعام و الاحتفالات , و احاديثهم الخاصة, ومشروباتهم و أزياءهم الفاخرة.
بعيدا عن نواديهم , ومراكزهم التجارية, و مقاهيهم و مطاعمهم , يعيدا عن أعمالهم و مدنهم و "كومباونداتهم".
نعم, صار لديهم مدنهم الخاصة, و مدارسهم و تعليمهم الخاص, و جامعاتهم و مستشفياتهم, و سياراتهم. حياتهم الخاصة .. و لكن عبثا ظنوا أنهم في دولتهم الخاصة.
نسوا أن أنهم في مركب واحدة.  
لم يفد تقسيم المركب لدرجات منعزلة , و إحكام عزلها , عندما اصتدمت المركب , لم يقف تأثير المياه في الدرجات الثالثة عند تلك الطبقة , و إنما امتدت تأثيرا لتغرق المركب كلها بجميع طبقاتها و تهلكهم.
كما استوقفني بشدة مدى أنانية الطبقة العليا و استئثارها بقوارب النجاة , و شراءهم للأماكن فيها, بأموالهم تارة, و بمنزلتهم و تصنيفاتهم تارة أخرى, و الفرار بها بعيدا و الحيلولة دون تلويثها أو ازحامها بهؤلاء "الغوغاء".. "الجهلة" "الأميين".. "البلطجية" .. "العشوائيات".  لاشك أن هذا ما كان يحدث لولا طبقة حكام المركب من صاحب مركب تافه و جبان, القبطان المغرور الغافل ,و الشرطي الفاسد الذين أقروا أولوية تأمين نجاة سكان الطبقة الاولى , ثم بعد ذلك يأتي التفكير في قاطني الطبقة الثالثة!
فروا بقواربهم المزعومة في نجاة زائفة مؤقتة , بعيدا و تركوا المركب لتغرق.. و عن هؤلاء قاطني الدرجة الثالثة.. ليموتوا.. فهذا قدرهم!
أثارت تلك المشاهد الكثير من التساؤلات في ذهني.
هل كنا نعبأ حقا بتلك الطبقات الأخرى البعيدة "المرمية" في القاع .. بعيدا عن مدننا و حياتنا المحصنة؟
هل كنا نراهم "كبشر" و يتآكلون فيما بينهم بالفقر و الأمراض.. أو التكدس و الزحام و الحياة اللا آدمية  .. أو بالقهر الأمني .. أو بالجهل و العنف...
الإجابة..
لم نكن نراهم أصلا .
و الآن أصبحنا نراهم بعد الثورة .. بعد خروجهم من الجحور.
أصبح بعضنا يراهم كمجرمين و بلطجية يهددون أمنه و سلامته و ممتلكاته ,يثيرون الفوضى و الشغب .. فهؤلاء هم "الشعب الجاهل الأمي الفوضوي اللي عايز حد يديله بالج*** و الكرباج عشان يمشي عدل " .. هؤلاء هم من يحتاجون "رجل قوي" "يمسك البلد" !! و أصبح بعضنا يلهث وراء أي مرشح أو وهم يضمن له سحق هؤلاء الحشرات و ابادتها بعيدا عنه و عن عائلته و أمنه. المهم أن يرجع هؤلاء لجحورهم بعيدا عن صفوه و قلاعه .
 بأي طريقة كانت.
إليكم الواقع.
إلى أن يأتي اليوم الذي تنظر فيه "لهؤلاء" على أنهم بشر. بشر له احتياجات أساسية من مأكل و ملبس و مسكن و تعليم و علاج و حقوق مدنية. لهم ما لك من حقوق . دون امتيازات. حقوق و ليس "بقشيش" .في نظام اجتماعي واقتصادي و حقوقي عادل و متكامل...
الأمر أمر يومين .. وسوف تدرك –"بالديموقراطية" .. أيها المواطن الصالح المتحضر ابن الناس الكويسيين - أننا في ..
مركب واحدة.

تحيا الديموقراطية التي ستجعلنا ندرك آدميتنا و حقوقنا و تأثيرات وجودنا كشركاء في مركب واحده.
و تحيا مصر الحره.

No comments:

Post a Comment