Hi, it’s me again, back!
بالأمس
القريب كنت أشاهد تقريرا عن البلطجة و الحياة داخل العشوائيات, ثم إذا بي في اليوم
التالي داخل احدى قاعات السينما في أشهر مراكز القاهرة التجارية أشاهد فيلم
تيتانيك للمرة ال#### , لكن هذه المرة استوقفتني بعض المشاهد بشكل خاص , مثل مشاهد
نظرة طبقة الدرجة الأولى لأفراد الدرجة الثالثة, و اصراراهم الشديد على بقاء
"هؤلاء" في اماكنهم و ادوارهم المخصصة ,بعيدا عن أماكنهم ومخصصاتهم
وحفلاتهم. دائما و ابدا ما يهم ان يبقى الأغنياء على سطح المركب في مساحتهم
المخصصة , و تبقى "الطبقات السفلى" في "أماكنهم المخصصة , بمشاكلهم بتكدسهم بجرذانهم.. بعيدا عنهم.
و أن أي
إزعاج قد يسببه أي من هؤلاء "الحشرات
المحتالة" يمكن علاجه ببعض "البقشيش" الزيادة .. أو شخصية
الخادم\المخبر\الشرطي\"البلطجي القانوني " .. نعم عندما تتعامل مع
"حشرات" تصبح "البلطجة" "قانونية" في نظره أصحاب
الدرجة الأولى !
المهم أن
يبقوا بعيدا عن قاعة الطعام و الاحتفالات , و احاديثهم الخاصة, ومشروباتهم و
أزياءهم الفاخرة.
بعيدا عن
نواديهم , ومراكزهم التجارية, و مقاهيهم و مطاعمهم , يعيدا عن أعمالهم و مدنهم و
"كومباونداتهم".
نعم, صار
لديهم مدنهم الخاصة, و مدارسهم و تعليمهم الخاص, و جامعاتهم و مستشفياتهم, و
سياراتهم. حياتهم الخاصة .. و لكن عبثا ظنوا أنهم في دولتهم الخاصة.
نسوا أن أنهم
في مركب واحدة.
لم يفد تقسيم
المركب لدرجات منعزلة , و إحكام عزلها , عندما اصتدمت المركب , لم يقف تأثير
المياه في الدرجات الثالثة عند تلك الطبقة , و إنما امتدت تأثيرا لتغرق المركب
كلها بجميع طبقاتها و تهلكهم.
كما استوقفني
بشدة مدى أنانية الطبقة العليا و استئثارها بقوارب النجاة , و شراءهم للأماكن
فيها, بأموالهم تارة, و بمنزلتهم و تصنيفاتهم تارة أخرى, و الفرار بها بعيدا و
الحيلولة دون تلويثها أو ازحامها بهؤلاء "الغوغاء".. "الجهلة"
"الأميين".. "البلطجية" .. "العشوائيات". لاشك أن هذا ما كان يحدث لولا طبقة حكام المركب
من صاحب مركب تافه و جبان, القبطان المغرور الغافل ,و الشرطي الفاسد الذين أقروا أولوية تأمين نجاة سكان الطبقة الاولى , ثم بعد ذلك يأتي التفكير في قاطني الطبقة الثالثة!
فروا
بقواربهم المزعومة في نجاة زائفة مؤقتة , بعيدا و تركوا المركب لتغرق.. و عن هؤلاء
قاطني الدرجة الثالثة.. ليموتوا.. فهذا قدرهم!
أثارت تلك
المشاهد الكثير من التساؤلات في ذهني.
هل كنا نعبأ
حقا بتلك الطبقات الأخرى البعيدة "المرمية" في القاع .. بعيدا عن مدننا
و حياتنا المحصنة؟
هل كنا نراهم
"كبشر" و يتآكلون فيما بينهم بالفقر و الأمراض.. أو التكدس و الزحام و
الحياة اللا آدمية .. أو بالقهر الأمني ..
أو بالجهل و العنف...
الإجابة..
لم نكن نراهم
أصلا .
و الآن
أصبحنا نراهم بعد الثورة .. بعد خروجهم من الجحور.
أصبح بعضنا
يراهم كمجرمين و بلطجية يهددون أمنه و سلامته و ممتلكاته ,يثيرون الفوضى و الشغب
.. فهؤلاء هم "الشعب الجاهل الأمي الفوضوي اللي عايز حد يديله بالج*** و
الكرباج عشان يمشي عدل " .. هؤلاء هم من يحتاجون "رجل قوي"
"يمسك البلد" !! و أصبح بعضنا يلهث وراء أي مرشح أو وهم يضمن له سحق
هؤلاء الحشرات و ابادتها بعيدا عنه و عن عائلته و أمنه. المهم أن يرجع هؤلاء
لجحورهم بعيدا عن صفوه و قلاعه .
بأي طريقة كانت.
إليكم الواقع.
إلى أن يأتي
اليوم الذي تنظر فيه "لهؤلاء" على أنهم بشر. بشر له احتياجات أساسية
من مأكل و ملبس و مسكن و تعليم و علاج و حقوق مدنية. لهم ما لك من حقوق . دون
امتيازات. حقوق و ليس "بقشيش" .في نظام اجتماعي واقتصادي و حقوقي عادل و
متكامل...
الأمر أمر
يومين .. وسوف تدرك –"بالديموقراطية" .. أيها المواطن الصالح المتحضر
ابن الناس الكويسيين - أننا في ..
مركب واحدة.
و تحيا مصر الحره.

No comments:
Post a Comment