Saturday, June 2, 2012

واحد ثورة في الخلاط







Hi, it’s me again, back!
"يا بلادي يا بلادي .. أنا بحبك يا بلادي .. في جسمي نار و رصاص وحديد .. علمك في ايدي واسمي شهيد
بودع الدنيا وشايفك .. يا مصر حلوه ولابسه جديد"
كنت استمع لكلمات هذه الأغنية و أتأملها بعد قرابة العام و النصف من قيام الثورة, دار بذهني أحداث و أحاديث.. احاديث مع ناس من مستوى اجتماعي و ثقافي و تعليمي جيد, ليسوا أعضاء بأحزاب معينة , بعضهم أقارب , بعضهم زملاء, ضمن أحاديث الانتخابات, اختاروا مرشح "فلول" , مرشح العسكر و الطبقية و وعود "الاستقرار" و"القبضة الحديدية", و إذا بأحدهم يقول لي لو أن مبارك رجع تاني لاخترته!
و كثيرون غيرهم.
مع كلمات الأغنية و صور الشهداء و الثكلى و الأيتام لأطهر شباب مصر, و من فقد العمر و العين.. تطوف بذهني.
أمن أجل هؤلاء ذهب عمر الشهيد, أمن أجل هؤلاء ترك أمه وولده و زوجته, أمن أجل هؤلاء فقد نور بصره؟!
أمن أجل مقاعد و غلبة فئة تستر سعارها و أطماعها و تسلطها بالدين.. أمن أجل ديكتاتورية جديدة ضحوا بحياتهم؟
أمن أجل مزيد من التسجيلات في الاستوديوهات مع "النخبة" و الكلامنجية ؟ أمن أجل زيادة مرات مشاركة مقالاتهم وأعمدتهم؟ أمن أجل مزيد من تغيردات الشعارات على تويتر و مزيد من ال"لايك" على فيس بوك .. أم مزيد من الردح الالكتروني بين فرق الايديولوجيات المتناحرة على نصيب أكبر من الكعكة؟
أمن أجل العودة لتفصيل القوانين و الاستفراد بالسلطة؟
أمن أجل لعنة ("الميدان من أجل الميدان") التى أسييء استغلالها دفعا للانتهاء بنا بعيدا عن تحركات سياسية منظمه وهادفة تخلق إطار و نظام ديمقراطي فعّال لدولة مصر الثورة؟
أمن أجل الخائفون ضحوا..الخائفون من كل شيئ وعلى كل شيئ و اللا شيئ ذهبوا؟
أمن أجل جيل كافر بالتغيير و الحقوق.. كافر بغد أفضل من أمسه الذي وأدنا فيه.. كافر بالقدرة على ان نكون فاعلا لا مفعولا به.
أمن أجل مسرحيات و تمثيليات عبثية؟
أمن أجل فصل آخر عبثي بديكورات "الديوقراطية" و باروكات "القانون" في انتظار اسدال الستار على مسرحية "التحول الديمقراطي و إدارة المرحلة الانتقالية" ؟
أمن أجل الدوران المستمر و الغير منقطع في أفلاك رد الفعل الانفعالي, والغضب وحرقة الدم؟
أمن أجل تراشق حجارة مستمر بين الشيع والاستقطابات؟
...............................................................................

الاجابة الوحيدة التي وصلت إليها , هي أنهم ضحوا و فنوا من أجل الحلم.
الحلم بالحرية. الحلم بما هو أفضل. بلد أفضل. مستقبل آخر. قواعد و احتكامات جديدة تليق بجيل ثائر. تليق بالتضحية.
بــــــــــــــــــلـــــــــــــــــــد  آخر.
دولة العدل و المساواة و الحرية. دولة الحق و الحقوق. دولة النظام الديمقراطي الجديد. الديمقراطية الحقة.
دولة تحترم حرمة الجسد والدم و الفكر. دولة الحرية .
حتى تاريخ كتابة هذه التدوينة, لا أجدها تلك الدولة, ولا أجد عمادها. لا أرى سوى أساسات هشة صدئة متعفنة.
لكني أرى الحلم. أراه بعين اليقين. و أرى فرسانه و حراسه. متشرذمين ربما.. مصرين و مؤمنين و عازمين .أكيد.

أما عن كلمة "الثورة".. عن المنطوق الذي خسر الكراسي..خسر السلطة.. خسر التعاطف.. خسرالتنظيم..خسر الاستراتيجية و الأهداف.. خسر التماسك..و أسال دماء... ظالما أو مظلوما..خادعا أو مخدوعا.. ربما.
فما عاد يعنيني.

عن الثورة .. عن ذلك اليقين بحقنا في الحرية و الكرامة.
حقنا في حرمة الانسان و تطبيق حقوقه بلا مساس.
 عن حق الفقراء في الحلم و التعليم و العمل و السكن و الصحة و العلاج كحق و ليس كواجهة أو ورق مضروب.. كحق و ليس" كبقشيش", عن حلمنا بالعدالة الاجتماعية و تكافؤ الفرص و نزاهتها.
عن حقنا في "النزاهة".
عن حقنا في الاختلاف و الاعتراض و المعارضة.
 عن اللاخوف. اللا خوف من ردة فعل المتسلط علي رأيي و فكري و معتقداتي, عن رأيي الطليق, عن قولة  الحق في وجه أي سلطان.. جائرا كان أو عادلا.
عن المعتقلات و الملفات والاضطهاد والقمع والحجر والإبادة التي أسقطها جيل الثورة من غيابات عقله و موروثة.
عن الانسان الجديد.. مصري ما بعد 25 يناير.
أعلنها لا رجوع. و لا تنازل. ولا خوف.
حتى و لو ما بقى من تلك الثورة سوى الحلم .. سوى اليقين به و إرادة تحويله واقع.
حتى ولو لم نفي للشهداء و حقوقهم سوى بالعهد. العهد بالولاء للحلم . و تحقيقه. و النضال من أجله.
حلم و عهد. يقين و نضال.
 تلك ثورتنا و تلك الثورة مستمرة.

No comments:

Post a Comment