Hi, it’s me again, back!
"يا بلادي
يا بلادي .. أنا بحبك يا بلادي .. في جسمي نار و رصاص وحديد .. علمك في ايدي واسمي
شهيد
بودع الدنيا وشايفك .. يا مصر حلوه ولابسه جديد"
بودع الدنيا وشايفك .. يا مصر حلوه ولابسه جديد"
كنت استمع لكلمات هذه الأغنية و أتأملها بعد قرابة العام و النصف من قيام
الثورة, دار بذهني أحداث و أحاديث.. احاديث مع ناس من مستوى اجتماعي و ثقافي و
تعليمي جيد, ليسوا أعضاء بأحزاب معينة , بعضهم أقارب , بعضهم زملاء, ضمن أحاديث
الانتخابات, اختاروا مرشح "فلول" , مرشح العسكر و الطبقية و وعود
"الاستقرار" و"القبضة الحديدية", و إذا بأحدهم يقول لي لو أن
مبارك رجع تاني لاخترته!
و كثيرون غيرهم.
مع كلمات الأغنية و صور الشهداء و الثكلى و الأيتام لأطهر شباب مصر,
و من فقد العمر و العين.. تطوف بذهني.
أمن أجل هؤلاء ذهب عمر الشهيد, أمن أجل هؤلاء ترك أمه وولده و زوجته, أمن
أجل هؤلاء فقد نور بصره؟!
أمن أجل مقاعد و غلبة فئة تستر سعارها و أطماعها و تسلطها بالدين.. أمن أجل
ديكتاتورية جديدة ضحوا بحياتهم؟
أمن أجل مزيد من التسجيلات في الاستوديوهات مع "النخبة" و
الكلامنجية ؟ أمن أجل زيادة مرات مشاركة مقالاتهم وأعمدتهم؟ أمن أجل مزيد من
تغيردات الشعارات على تويتر و مزيد من ال"لايك" على فيس بوك .. أم مزيد
من الردح الالكتروني بين فرق الايديولوجيات المتناحرة على نصيب أكبر من الكعكة؟
أمن أجل العودة لتفصيل القوانين و الاستفراد بالسلطة؟
أمن أجل لعنة ("الميدان من أجل الميدان") التى أسييء استغلالها
دفعا للانتهاء بنا بعيدا عن تحركات سياسية منظمه وهادفة تخلق إطار و نظام ديمقراطي
فعّال لدولة مصر الثورة؟
أمن أجل الخائفون ضحوا..الخائفون من كل شيئ وعلى كل شيئ و اللا شيئ ذهبوا؟
أمن أجل جيل كافر بالتغيير و الحقوق.. كافر بغد أفضل من أمسه الذي وأدنا
فيه.. كافر بالقدرة على ان نكون فاعلا لا مفعولا به.
أمن أجل مسرحيات و تمثيليات عبثية؟
أمن أجل فصل آخر عبثي بديكورات "الديوقراطية" و باروكات
"القانون" في انتظار اسدال الستار على مسرحية "التحول الديمقراطي و
إدارة المرحلة الانتقالية" ؟
أمن أجل الدوران المستمر و الغير منقطع في أفلاك رد الفعل الانفعالي,
والغضب وحرقة الدم؟
أمن أجل تراشق حجارة مستمر بين الشيع والاستقطابات؟
...............................................................................
الاجابة الوحيدة التي وصلت إليها , هي أنهم ضحوا و فنوا من أجل الحلم.
الحلم بالحرية. الحلم بما هو أفضل. بلد أفضل. مستقبل آخر.
قواعد و احتكامات جديدة تليق بجيل ثائر. تليق بالتضحية.
بــــــــــــــــــلـــــــــــــــــــد
آخر.
دولة العدل و المساواة و الحرية. دولة الحق و الحقوق. دولة النظام
الديمقراطي الجديد. الديمقراطية الحقة.
دولة تحترم حرمة الجسد والدم و الفكر. دولة الحرية .
حتى تاريخ كتابة هذه التدوينة, لا أجدها تلك الدولة, ولا أجد عمادها. لا
أرى سوى أساسات هشة صدئة متعفنة.
لكني أرى الحلم. أراه بعين اليقين. و أرى فرسانه و حراسه. متشرذمين
ربما.. مصرين و مؤمنين و عازمين .أكيد.
أما عن كلمة "الثورة".. عن المنطوق الذي خسر الكراسي..خسر
السلطة.. خسر التعاطف.. خسرالتنظيم..خسر الاستراتيجية و الأهداف.. خسر التماسك..و
أسال دماء... ظالما أو مظلوما..خادعا أو مخدوعا.. ربما.
فما عاد يعنيني.
عن الثورة .. عن ذلك اليقين بحقنا في الحرية و الكرامة.
حقنا في حرمة الانسان و تطبيق حقوقه بلا مساس.
عن حق الفقراء في الحلم و التعليم
و العمل و السكن و الصحة و العلاج كحق و ليس كواجهة أو ورق مضروب.. كحق و
ليس" كبقشيش", عن حلمنا بالعدالة الاجتماعية و تكافؤ الفرص و نزاهتها.
عن حقنا في "النزاهة".
عن حقنا في الاختلاف و الاعتراض و المعارضة.
عن اللاخوف. اللا خوف من ردة فعل المتسلط
علي رأيي و فكري و معتقداتي, عن رأيي الطليق, عن قولة الحق في وجه أي سلطان.. جائرا كان أو عادلا.
عن المعتقلات و الملفات والاضطهاد والقمع والحجر والإبادة التي أسقطها جيل
الثورة من غيابات عقله و موروثة.
عن الانسان الجديد.. مصري ما بعد 25 يناير.
أعلنها لا رجوع. و لا تنازل. ولا خوف.
حتى و لو ما بقى من تلك الثورة سوى الحلم .. سوى اليقين به و
إرادة تحويله واقع.
حتى ولو لم نفي للشهداء و حقوقهم سوى بالعهد. العهد بالولاء للحلم
. و تحقيقه. و النضال من أجله.
حلم و عهد. يقين و نضال.
تلك ثورتنا و تلك الثورة
مستمرة.

No comments:
Post a Comment