Tuesday, November 27, 2012

الخروج من حالة "كأن" 2




 Hi, it's me again, back!
في وسط هذا الاستقطاب و التحزب الشنيع الذي نعيشه الآن, في وسط هذا الصخب والجنون المشحون بحالة من الغضب المتراكم .. أجد نفسي واقفة هذه المره في مكاني عاجزة عن الحراك.
عودتني السنتان الأخيرتان على أن أتبع قلبي أكثر من عقلي, وألا أصدق سريعا "البدل" والأبواق التي تظهر على الشاشات والإذاعات , أو تملأ فراغات الصحف. الشارع أصدق لمن استطاع إليه سبيلا.. أو على الأقل أحاول أن استمع لكل الأطراف والروايات.
أقف في مكاني هذه المره وأرفض الحجج والجدال والمواقف المأخوذة من داخل فقاعة "كأن".
كأن هؤلاء القضاة - دون التعميم- في "حصن القضاء "الشامخ" " هم مقيمو الحق والعدالة .. و"كأنهم" جاؤا لمنصاتهم بالحق وليس بالواسطة والتوريث والمحسوبية, ولا كأن "البعض" منهم كانوا قضاة الاشراف على انتخابات 2010 وما قبلها , ولا كأن بعضا ممن يتحدثون الآن كانوا من رعاة مشروع توريث جمال مبارك.
وكأن الداخلية فعلا تدافع عن نفسها وأن من حقها ضرب المواطنين المصريين بالغاز والخرطوش والحجارة !
وكأن حقوق الشهداء ستتحقق وتأتي دون تطهير حقيقي في مؤسسة الداخلية وإعادة هيكلتها ووجود وتفعيل أجهزة للرقابة عليها.
وكأن هكذا يكون التظاهر والتعبير عن الرأي ,وكأن المواجهات التي تحدث في محمد محمود عمل بطولي وليس فوضوي وصبياني كما تراه شريحة كبيرة لا تستطيع فهم مببرات اشتعال المواجهات هناك.
وكأن هذه الشريحة الكبيرة من الشعب (شريحة عمرية من جيل ارتضى معظمه مبارك وما سلفه واستصاغ القهر, شريحة لا تعبأ سوى بمصالحها الاقتصادية والاجتماعية المحدودة ولا تمانع العيش على أنقاض غيرها ولا تريد حتى الاقتراب من العدالة الاجتماعية, لا يهمهم سوى أنفسهم وأبناؤهم ومصالحهم واستمرار كل شئ كما هو دون أدنى تغيير , وزيادة أموالهم و ديمومة أكلهم وشربهم وأنشطتهم وقط) أو شريحة لا تفهم ولا تريد سوى "الاستقرار" والهدوء وأن يكون كل يوم مثل الذي قبله وأن يؤمنوا لأنفسهم وأولادهم لقمة اليوم والغد – ولا انكر عليهم حقهم في ذلك -, كأن ليس هؤلاء من أنتخبوا "واحد" مثل شفيق أو مرسي و"لبسونا في هذه الحيطة" .
وكأنهم لا يرون الثوار مجرد شوية عيال أو بلطجية أو حسبما يُمليه عليهم اعلامنا المبجل الشريف!
وكأن أرواح وأجساد ودماء هؤلاء الشباب والصبية تفرق شئ مع النخب السياسية و "الحناجر السياسية" التي تتاجر بهم للوصول لشهرة وأضواء وتصفيق أكثر.
ولا كأن تلك الدماء أقدس من أن تهدر من أجل تحقيق مكاسب سياسية مؤقتة.
وكأن أي من هؤلاء الذين لا يظهرون إلا عبر "التويتات" والصحف والتصريحات وقت المعمعه والدم يستطيع الوصول لبَر.. بعرض رؤية وخطة واضحة يجتمعون عليها ويلتزمون بها!
وكأن "الجماعة" وتيارات الإسلام السياسي تعمل من أجل تحقيق أهداف الثورة الوطنية وتقبل بالآخر ولا تحتشد وتسعى فقط للوصول لأكبر عدد من الكراسي والاستفراد التام بالسلطة.
ولا كأن هناك من تحالف مع العسكر وكذب وخان وشقّ الصف.
وكأن شباب كشباب جيل يناير ومايو وماسبيرو ومحمد محمود و مجلس الوزراء و العباسية ويسقط حكم العسكر و ....و    و.......و................. يمكن أن يردعه أو يوقفه أحد عن تحقيق حلمه بالحرية والكرامة وأن يعامل كمواطن محترم له حقوق وعليه واجبات مثله مثل أي مواطن في العالم الأول , أو يمكن أن يقبل بأي سلوك أو مشروع ديكتاتوري أو يمضي لأي حاكم على بياض!
 كأن ينخدع أو يقبل بإعلان دستوري كهذا يفرض قانون \ حالة "طوارئ" على كل نواح الدولة ويضع أسس للاستبداد وعودة الحاكم الإله وقمع الحريات تحت مسمى الثورية, ووأد المعارضة تحت عباءة "حماية الثورة" , أو متسترا بمطالب ثورية بُحَّت حنجرة الثوار نداءا بها على مدى سنتين مثل عزل النائب العام و تطهير القضاء والقصاص لدماء المصريين التي أُسيلت و حقوقهم التي انتُهِكت على مدى سنتين.
أو كأن يقبل بكتابة دستوره بالأغلبية والمغالبة و مبدأ "هو كده!!" .
أو كأن الرئيس يتعامل كرئيس للمصريين كلهم على حد السواء وكرئيس لمصر لا لجماعة!
أوكأن رجوع الرئيس عن قراره أفظع من فرض أجواء حرب أهلية قد تسيل دماء شباب الوطن, أو تعصف بحلم دولة مدنية ذات هيكل ونظام ديمقراطي مدني في حالة تدخل البديل العسكري, أو تعصف بحلم الثورة تحت عباءة كلاب نظام مبارك وفلوله المتربصة للانقضاض!
أو كأن الشعب بعد سنتين منهِكتين اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا مستعد أنه "يعيده تاني", بعد سقوط الأقنعة.
لنبدأ أولا بالخروج من حالة "كأن" .
الثورة تطهِر نفسها .
ولكن ..
آن الآوان أن نسأل ونفكر مليا في إجابة سؤال : وماذا بعد؟


Related
الخروج من حالة "كأن"http://oceanbubble.blogspot.com/2012/10/blog-post.html1
مش عشان كده!

Saturday, November 17, 2012

مش عشان كده!









Hi, it’s me again, back!

إلى كل السادة "المسؤلين" حاليا , نعم ستُسألون .. عن عملكم ستُسألون .. عن أفكاركم ستسألون .. عن كل دقيقة في مدة مسؤوليتكم ستُسألون  .. عن صمتكم ستُسألون.
إلى من يخطط , ويدرس , ويرتب الأولويات .. هذا في حالة القيام بأي منهم بالأساس .
هل تظنون أن ثورة قامت في مصر , استشهد من أجلها خيرة شباب هذه الأرض , وفقد منهم من فقد نور دُرَّتيه وأصيب في جسده من أصيب, وثُكِّلت نساء , وصار أطفال أيتاما .. من أجل ذلك !!!!!
من أجل تقييد الحريات واستخدام سلاح البيروقراطية وإغلاق القنوات الفضائية ومنابر الاعلام؟
من أجل إغلاق المحال و "تنييم" البلد من الساعة العاشرة ؟
من أجل الخُطب الرنانة و"بليغ" الكلام ؟
من أجل خُطب وعظ ديني "رسمية" تبث في التليفزيون الرسمي ومحطات الراديو ؟!
من أجل صلاة الجمعة في جماعة يحتشد من أجلها مئات الرجال للتأمين على بعض التقديرات ؟
من أجل اصطفاف جنود الأمن المركزي مثل العبيد "وشهم للحيطة " وظهورهم في مواجهة أقرانهم المواطنين لساعات من أجل مرور موكب ؟
من أجل صرف وقت أو جهد أو ملايين الجنيهات على غلق المواقع الإباحية ؟!!!
من أجل تكبيل إرادة مصر بديون وشروط البنك الدولي بدلا من إيجاد حلول أكثر إبداعية و تنموية وإستقلالية لبناء اقتصاد حقيقي ؟
من أجل الرجوع لأولوية  أمن الفرد على حساب أمن الشعب ؟
من أجل أن يطفو تيار أو فصيل بعد إقصاء كل الآخر؟
من أجل أن يشعر مواطن مصري بعدم المساواة في الحقوق والأدوار والاهتمام لمجرد اختلاف عقيدته ودينه؟
من أجل دستور كهذا ؟
من أجل تمكن جماعة واحدة أو تيار بعينة من الوصول للحكم ؟ من أجل كراسي ؟!!!!!
.........................
الإجابة هي قطعا لا.
وأجيب بالقطع لأن من شاهد ثورة المصريين يستطيع بسهولة أن يلاحظ أولوياتها وتوجهها-وإن عبثت به الكثير من الأيادي وحاولت تضليله- , و هو ببساطة وثبات وحقيقة اليقين ...
عيش                    حريه                 عدالة إجتماعية               كرامة إنسانية          
الشعب يريد إسقاط "النظام"                    التغيير          ثورة حتى  النصر

أفيقوا يرحمكم الله.




أكتب تدوينتي هذه يوم 17 نوفمبر 2012 .. اليوم الذي فقدت فيه مصر 54 طفلا بسبب الإهمال- بعد بضع أيام من تصادم قطارين بالفيوم والذي أسفر عن عدد أقل من الضحايا مما يبدو أنه لم يكن كافيا لملئ فراغ "التوك "شوز" " أو ملائما لعمل منظرة إعلامية بإقالته آنذاك - لا أتحدث عن إهمال سائق الأتوبيس أو سائق القطار أو عامل المزلقان ..
أتحدث عن إهمال حق المصريين في التطوير والتغيير.. حق المصريين في الأفضل وكل ما هو آدمي ومنضبط. 
أتحدث عن إهمال القيادة والنظام والمنظومة والرؤية.... والمحاسبة.
إلى متى سيبقى التعامل "برد الفعل" بعد كل كارثة يضيع فيها دم الأبرياء, متى يبدأ إصلاح الفساد والفشل الذي سرطن كل شيء ولا علاج له إلا الإستئصال, وإعادة الهيكلة والحلول الجذرية.. لا المراهم والمسكنات.
كفانا عبث.
إنا لله وإنا إليه راجعون.