Hi, it’s me
again, back!
يوم أمس
تجولت مع أبي سيرا في شوارع وسط البلد.. وسط البلد المكان الذي كنت دوما أشعر أنه
من الأماكن "البوصلة \ الترمومتر" للبلد .. والتاريخ .. والواقع.
وسط البلد
التي تجمع مكتبات القاهرة الأصيلة .. و كتب الأرصفة .. التي أحبها من زمان من أيام
ما كنت أتجول فيها ممسكة بيد جدي .. ونقف عند باعة الصحف .. هو يشتري الصحف
..الطبعة الأولى (بتاعة بليل ) وأنا "أتفرج على الكتب اللي معروضة
عالرصيف" .. وسط البلد هي جدي –رحمه الله.
وسط البلد
وشارع سليمان باشا وايس كريم من العبد و محال الأحذية والملابس .. وميدان طلعت حرب .. وجروبي ..
والشروق ومدبولي .. و ريش ..والمحلات
القديمة.. والزحمة و"الدوشة".. و التماثيل الشاهدة على زمانها و
زماننا.. والجرافيتي.
يوم أمس (مساء
يوم سبت "مليونية "الشريعة" والشرعية" و أثناء الاعتصام
الممتد منذ ثلاثاء 27 نوفمبر وجمعة حلم الشهيد ) كنت أسير في شوارع وسط البلد مع
أبي ... كانت خاوية وغير مزدحمة على غير
عادتها, هادئة, واجمة , شبة معتزلة.
فرضت علي
أجواء المدينة الواجمة الاستسلام لهاجس ظل يهيمن على خواطري ويخيم علي بشباك
الاحساس, رحت أجوب وأمسح كل تفاصيل الشوارع والمقاهي والمحال والوجوه.
جامع هناك ,
ومتجر هنا, كنيسة بالزاوية , مصابيح جميلة تشرق في ليل القاهرة, ليل وسط البلد, ونداءات
بضائع وملابس تفترش الرصيف, و "يفط" كثيرة بحروف خطها قديم وجميل
بالعربي أو الانجليزي أو الفرنسي, والبورصة,
ومرتاديها, وريش ومرتاديها, والمقاهي البلدي التي تلتف مع منحنيات الشوارع,
ومحلات العصير, وكل الشعب والشباب التي تحتضنهم وسط البلد, المتسولين , العيال
"السرسجية", الشباب المكافح والشباب السيس , الطلبة, البنات والسيدات, العجائز, الرجال الكبار,
الرجال الشقيانة في شغلها سعيا وراء رزقها لدرجة انك تستطيع رؤية ذلك على وجوههم وجدية
ملامحهم, - طبعا كل التصنيفات السابقة التي " قاعدة بفتي فيها دي" هي
مجرد تقسيمة ملابس وموضة و"ستايل" من عابرة في الشارع.
وسط البلد هي
مصر .. مصر أوي.
مصر بجد..
مصر أصلي بكل وجوها وأزمنتها.
يوم أمس فقط
, أخذت أمسح كل تفاصيل وسط البلد دي.. بالناس دي.. زي ما هي كده .. زي ما هم .. وسجلتها
حفرتها جامد في ذاكرتي.. ليس لشيئ سوى أني شعرت أنها\ أنهم قريبا قد تكون ذكرى.
ذكرى في قلبي
ووجداني أنا..
أو ذكرى بلد
.. ذكرى وطن.
لا نملك سوى
المقاومة خيار.


No comments:
Post a Comment