Tuesday, December 31, 2013

special moment ..lallala lalllla


Hi, it's me again, back!
 one of the best moments in 2013 was weeks ago, on deck, in a wonderful marine cruise. In the middle of the red sea on our way back to the little harbor. 
i met a Russian lady, we sat together on deck in the cold yet refreshing weather, staring at the blue sky & the light of the sun shining through the magnificent shapes of condensed cotton of the sky.
we were overwhelmed by the beauty of the sea & the sky, and we cherished the peace we felt inside.
feeling the world so simple ..so perfect. we felt our little yacht is the best in the world, the group is the funniest, seeing everything so Perfect.
Only blue waves drizzles on us, & beautifully painted blue sky & clouds.... & Fresh air inviting us ti BREATHE IN.
We - of different religions- were taken by the magnificence of God the creator of such beautiful universe..The Greatest artist.. I explained to her what I felt then, a praise in my religion called "Subhan Allah" which means   "Glorious is God." when we want to express how we are impressed by the greatness & beauty of Allah's creation. & "Alhamdulillah" which means "Thanks to Allah" to express our gratitude to Allah's blessings.

Beautiful nature of Hurghada ..  the positive energy of her.. a woman full of gratitude & simplicity  .. little conversation about life & love & youth.. & the beauty & peace of Nature.. all that gave me great moments i will never forget.
i' m so grateful for sharing them with U lady out there in the other half of the sphere :)
#iwtfy #greatfulness #nature #peace

آخر تدوينة في 2013




Hi, it's me again , back!
في آخر تدوينة في 2013 ..
2013 !!
ياااااااااااااه على السنة دي ..ولا كأنها عمر بحاله.. يمكن عشان ماعداش علينا أحداث زيها قبل كده بالمنظر ده .. بالعنف ده ..بالحدة دي .. بالتطرف والاستقطاب ده .. سنة زلزال.
يمكن عشان مافيش حاجه بكرة بعد 2013 ممكن تكون زي ما قبل 2013 .. البلد .. "الثورة" .. الناس ..قلوبنا .. وشنا لما بنبص في المرايا أو في عيون حتى أقرب الناس لينا.
السنة دي كانت فعلا حاجه زي زلزال .. ومنخل لأفكار كتيير وقناعات كتيرو مفاهيم أكتر.. زلزال قلب وعقل.
صور كتيييير صورتها .. كان نفسي أطللعها وأدونها ..بس كسلت !
كلام كتير وأفكار أكتر كان نفسي أحطها في تدوينات ..بس حسيت في وقت ان الكلمات تيبست على أطراف أصابعي و رفضت رفض تام انها تمس الكيبورد .. حسيت أن مالهاش أذن تسمعها ولا عقول قابله غير اللي عايزه تشوفه وتسمعه وبس...
أوقات كتير حسيت اني فعلا مش عارفه حاجه .. وما بقيتش فاهمه حاجه .. واني مش قادرة أشيل كلماتي.
بس بقدر صعوبة وشدة السنه دي..على قد ما نفعتني أكتر اني أقرَّب لنفسي أكتر.. أفهمها أكتر وأقبلها أكتر .. وخليتني أوصل لكام نقطة .. حسبي .
-          بالنسبة "للثورة" .. بما أنها كانت الحدث الأهم والهدف والأمل والحلم منذ 2011 .. مش عايزه أقيمها في اللحظة دي لأني كده هأبقى بظلمها جامد. مش عايزه أبص لدلوقتي خالص بعد كل اللي حصل أو بيحصل.. أنا وصلت انها مستمرة وهتفضل مستمره بس في صورة غير اللي كنا متخيلنها.. من الآخر بدلا ما كنا بنقول "كن مع الثورة" اكتشفت ان الصح اننا نقول "كن أنت الثورة" .
أنا لازم أكون الثورة وأنا بربي  ولادي على الحرية والمساواة والكرمة.. لما كل يوم ارمي أثواب العنصرية المتراكمة في دمنا منذ أجيال .. لما أربيهم يحترموا الشارع والأرض والناس وحقوقهم .. لما أعلمهم ان ليهم أصلا حقوق لازم يطالبوا بيها .. وأن لغيرهم حقوق بردو لازم يطالبوا بيها .. لما أعلمهم ان الكراهية نار ما بتاكلش غير صاحبها .. لما أعلمهم ان عمر ما حق مظلوم بييجي بالظلم .. لو انا مظلوم ماينفعش أظلم عشان أجيب حقي .. لازم أعلمهم يكسروا سلاسل ودواير الكراهية والتدمير والسلبية واليأس .. ان لازم يتعلموا ويتعلموا ويفهموا كل حاجه و يغلطوا ويعترفوا بغلطهم وما يخافوش منه ويبقى عندهم الإرادة والشجاعة انهم يصلحوا ويغيروا.
-          هاربيهم على الحرية مش على القهر والإرهاب والسيطرة والأمر الواقع.
-          هأربيهم على مفهوم "الحرمه" ان حاجات كتيييييييييييييير لها حرمه ولازم تحترم.
-          هأربي الولد يحترم البنت والبنت تحترم الولد.
-          هأكسر معظم التابوهات السمجه اللي توارثناها.
-          هأربيهم ان ما لا يدرك كله لا يترك كله.
-          وأكتر حاجه سأحاول جاااااااااااااااااهدة أني أربيهم انهم ما يبقوش مع**** .
-          هأعلمهم أن أوسخ فكر هو اسلوب وفكر هأهد المعبد عاللي فيه.
-          و هأعلمهم يقواوا رأيهم بصراحة وصدق .. مهما كان.

بس المهم اني أنا الأول أفهم ده كله في وسط "المعككه" و"المليطة والزيطة" اللي عايشينها دلوقتي وأصدقه وأقتنع بيه واتصالح عليه وامارسه قبل ما أخلفهم عشان أعرف أربيهم عليه.

-        مافيش حاجه مطلقة .. ومافيش مفاهيم مطلقة .. ومافيش جهه أو حد مطلق .. نسبة 100% و الـ 0 -1  والـمباريات الصفرية مش موجود غير في العقول الوسخة وبس!
-          التنطيط على خلق ربنا بأي حاجه ربنا هو اللي منّ عليك بيها واصطفاك بفضله هو مش شطارتك انت (عائلتك ..كليتك..فلوسك ..حاجتك ..شهاداتك ..بتاكل ايه ولا بتلبس منين ..ولا بتشتغل فين .. ولا بتخرج وبتسافر فين ,....) هي فعلا لحظات وطيان أصلي.
-          عادي اني أبقى مش فاهمه .. ولا عارفه . عادي اني أغلط .. عادي اني حتى أتناقض مع نفسي ومع فكري .. لأن غير كده هأبقى مش عايشه ..غير كده هو الجمود .. الموت حيا.
-          طالما عايشه لازم أفكر بنفسي .. وما أخافش أراجع نفسي .. أغلط .. وأتوه شويه ..واتلخبط كتير .. واهدا .. واتجنن .. واشتغل كتير وابطل كسل ودلع لحد ما أوصل للي عايزاه وأدور على حلم أبعد وهدف أعلى.
-          كفاية هري .. حراااااااااااااااام كل الطاقة والوقت تضيع في الهري!! تليفزيزنات هري ..حوارات ونقاشات هري .. كتابات هري أو قراءات هري.
-          أهم حاجه فعلا محتاجين نعملها في حياتنا عشان نخرج من النفق المظام والسواد اللي في عقولنا وقلوبنا غير اللي في واقعنا ..هو اننا  نقرأ.
لازم نقرأ كتييييييير قوي .. حاجات نظيفة مفيدة .

-      ماتخليش حد لا يبتزك عاطفيا .. ولا يبتذلك عقليا. ما تسمحش لحد يلعب معاك اللعبة دي أو يحطك على مربع ويحبسك في إطار هو عايز يلزقك عليه.
-          لازم يبقى في "سيستم " صح .. وناس تطبقه .. ونشتغل. جامد وكتير.
-          كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري . كفاية هري .
-          استكشف الدنيا .. قول رأيك ماتسكتش ..حتى لو هترجع في كلامك ..ماتخافش.
-          الصحة والستر والحب أهم 3 حاجات في الدنيا دي .. لأن
الدنيا دي حاجه ..متسواش .

و..

HAPPY NEW YEAR EVERYBODY


لأن بكره لازم يبقى أحلى وأجمل.

Christmas Joy

Hi , it's me again, back!

New year's joy..Christmas decorations & joy .. in photos
Shots taken in various dates & places .



















Wednesday, December 18, 2013

رقصة مع الحياة

Hi, it's me again, back!

صمت رهيب. تقطعة مناجاة دافئة غاضبة لحنجرة جبلية , تشجي آهات و موواويل تختلج الهواء البارد للمسرح رنينا, تدوي رهبة كقطرات ماء تجهر في بئر من الفخار. تلحقها صقفات كفوف حامية في إيقاع متسارع .. تتكاثر وتتصاخب مفسحة له دائرة أكبر من مركز المسرح.
يرفع رأسة لأعلى في حركة فجائية سريعة تسفر عن وجه صارم حاد القسمات , مغمض العينين منتصب الظهر. يسحب يدية في لفات دائرية خفيفة ناعمة , يرتفع بهم رويدا مع بداية دبدبة قدمية. كعبا تلو كعب .. خفقة تلو أخرى .. حتى ترتفع يديه وتطوي السماء في لفة وتفلتها كأنما يصارع ثيران غضبه قبل أن تستقر كفيه في رشاقة على أطراف الصديري الأسود. وتميل رأسه لأسفل في اتجاه أقصى أركان المسرح يمينا كأنما يتأمل وجعا مضى وانزوى , مفسحا الفضاء لتراتيل جيتار إسباني قديم لتخرج من بين أوتاره مغلفة برَخَامة صندوقه العتيق. عزف منفرد تؤمن عليه جيتارات مصاحبة ترتكن أقاصي المسرح.
تُنطَر ساقة المشدودة يسارا ساحبة جسده كله في نعومة تدور بعوده حتى يستقر بضربة قوية للأرض الخشبية فارضة إيقاع جديد. تعقبها ضربة في دبة في أثنتين في ثلاثة في أربع إلى حيث يصعب المتابعة والعد. تتسارع الخبطات وتشتد قوتها حتى ينفض خشب أرضية المسرح ذرات تراب مخفية ادخرها دفئا وأمنا من الزمان وفضحتها أشعة الكلوبات الملونة المصوبة عليه , وحتى تغطي على كل صوت سواها؛ ضربات قلبه الغاضبة كأنما تقود الإيقاع . أمطار العرق تنهمر من خصلات شعره الماجنة وتتناثر قطراتها في مدارات تلف مع حركة رأسة حول جسده المنتفض.
ضربات تستثير الحنجرة الجبلية لتعاود آهاتها وتروي قهر تاريخ منسحق , وألما منسيّ عبر أجيال , تجسد حزن دموع دهر ملحّت مياه الأنهار , وتخلّد ذكرى ماض سحيق وتصرخ بألم أطياف حاضر مازال ينزف.
يدبدب .. دبدبات سريعة .. قوة ضاربة مدوية الصوت .
تختمها صرخة حادة فاصلة قاطعة في ذروة الانتشاء..
أوليه !
" قتلك جنوني.. قدَرِك وقدَري ..  سيبتيني  لغضبي بيقتلني يوم بعد يوم " , وعينيها طيفا أمامه.. يتراءها تناديه نحو الأعمق.
عندما يتحول الحزن.. لقهر.. لغضب ..
لرقصة .. مع الحياة.
أصفق بحرارة حتى تنصهر يدي.

******************************

تكاد تلمس أنامله ظهرها العاري.. يكاد يعلن أنها له وحده , الآن هو أنسب وقت , فأي لحظة يمكن أن تكون أفضل من رقصة ثنائية .. هو وهي فقط , رغم بعض المجاميع التي ارتدى بعضها زي عساكر مسلحة وآخر أزياء منتصف خميسينيات  القرن العشرين تناثرت في مؤخرة المسرح الذي اتشح بخلفيات بيوت قديمة صغيرة متراصة في بوينس آيرس.
يباغتها بخطوات سريعة متقدمة تقتحم صمتها وجمودها المصطنع, ويحاورها بنظرات مباشرة من عينيه تمتصها بكليتها التي تراخت أمام قيادته, ما كان لها سوى مجاراة هجوم خطواته بخطواتها المتراجعة المندحرة بنفس الإيقاع.
"مش عايزه تعترفي بحبي لكي ليه.. حبي اللي انت أمه .. أنا متأكد انه بينمو في قلبك بعد ما ارتوى ببذر شوقي .. بتنكري حبنا ليه؟ قد كده أنا هنت عليكي .. لحد امتى هتهربي .. ولفين هتروحي "
ثم يلف بجزعها ويحملها مرتكزة على ذراعه بمنتهى السيطرة والاقتدار , تكاد تطير وتحلق في الهواء للحظات يرفرف فيها ذيل فستانها الأحمر القصير قبل أن يرسو بها وقد ظللها بصدره المنحني قبالها , ناهما من رحيق عطرها, مغدقا عليها بنظراته الناهمة بعد أن انزلقت بكيانها أسفله.. دون أن يلفتها من يديه.
تقف في لمح البصر , وتستدير بجسدها في خطوات حثيثة صغيرة من ساقها التي اعتلت ذاك الكعب الأسود العالي, تبتعد عنه في إلتواءات مبتسرة , يمينا ويسارا , ونظرات اليأس والهروب تنزلق من رموشها السوداء الطويلة الكثيفة وتتبعثر في طريقها إلى الأرض , محاولة الإفلات دون بعض عقلات أصابعها التي استندت على قبضة يديه القوية.
"حبنا مستحيل."
يسارعها بخطوات واسعة , محكما قبضته على يديها الرقيقتين رافضا أن يفلتها , حتى يعود قبالتها قبل أن تدرك , ويعود بها إلى صدره حيث تستقر .. دون التلامس.
" لو بيني وبينك ألف سور وألف حظر وقوات الأرض .. عمرهم ما هيفرقوني عنِّك .. انت رقصتي مع الدنيا.. بيكي بأقدر أشوفها حلوة.. وأحسها في عروقي" 
تعاود وتقاربه .. تستنفر نغمات التانجو ثوراتها ,تصارحه بخطواتها الصريحة تجاهه , دون تردد , ترمقه بنظراتها الغاضبة , تندفع بسيقانها تحيط وسطه تارة , وتتخلله تارة, عن يمينه وعن يساره , لا تترك له منفذ.
"انا وأنتَ! .. القصة مش مجرد قصة حب .. ما انتَ عارف إني بحبك .. سيبتني ليه في عز ما كنت محتاجالك؟ "
يجاريها في هجماتها , يتجاوب معها, يتراجع أمام خطواتها , ومعها .. يستلذها.
"سامحيني .. عارف إني ظلمتك كتير .. وعارف إني مش هأهون عليكي.. مش  هيهون عليكي احنا .. نور وهشام اللي مافيش زيهم .. الي روحهم بتنور وهما مع بعض .. عارف إنك هتسامحيني .. محدش بيفضل مخاصم روحه. "
ينحني بكامله مرتكزا على ركبه ساحبا احدى ساقيه بنعومة وروية إلى الوراء , يبنما تفرد ذراعها وتفعل مثله في الإتجاه المعاكس , يتباعدا وإن ظلت أيديهما متصلة ببعض يحيث يمتد اتصال عروقهما التي انتفضت مع تسارع الموسيقى والخطوات.
"تاني يا هشام .. تاني ؟ أنا تعبت ! .. افهم بقى ..حس بيا "
يتحسسها في رشاقة, تترقرق الموسيقى في سحبات طويلة ناعمة للأكورديون والتشيللو كخطواتهما والتفاتاتهما المتناغمة. يضمها إليه حتى التماس , وتتطابق خطواتهما سويا في تناغم مدهش , يجوبا المسرح ذهابا وايابا وقد صار العالم.
"بحبِك "
يرتفع بها وهي تستعرض مهاراتها في حركات بهلاونية مقتطفة , تمر في نعومة حول جسده كله وتلتف حوله كحية ملساء , تباركه بسُمِّها عبر لدغات قدميها السريعه لكل بقاعه , يتوقف هنيهة في استسلام ليسمح لجسدها بالانزلاق رأسيا عليه وهو يتعقبها بنظراته حتى كادت تلامس الأرض , فيرفعها إليه.
تنظر مباشرة في عينيه .... تلمح تلك النظرة التي تعرفها جيدا , تشعر بحمم دمه تتدفق مخترقة سترتة السوداء الحريرية.
يصخب الأكورديون وتزداد حدة نغماته , وتتسارع مشاوير القوس على الفيولينة حتى تكاد أوتارها المشدودة تنحل, وتدخل الآلات في صراع موسيقي متصاعد مع تصاعد التوتر بينهما , الذي انفجر في ركلاتهما المتلاحقة السريعة في الهواء , المتبادلة تارة والمتداخلة تارة حول خصريهما , مع صعودهما وهبوطهما المتقابل المتعاقب في ندية وتحدي.
تحاول الدوران بجسدها بعيدا .. يلاحقها في تزامن مدهش كأنه يقرأ خواطرها.
" في ايه بينك وبينه .. أنا مش مغفل .. انتِ بتلعبي بيا !!!! "
يزأر التشيللو , ويعلن الأوكتاف الأول للبيانو عن غضبه , تتقطعها نغمات الفيولينة الحادة تؤازرها تنهيدات عميقة من الأكورديون بينما تسرد أشعارها. ينهض سريعا منتفضا جاذبا لها بقوة وخشونة , وتدور في لفات متلهفة شوقا إلى ضمته ..وذعرا , ثم تدور في حركات سريعة مرتكزة على جسدة محلقة في محاولة أخيرة للهروب  ولكنها ترسو بين مباغتات خطواته السريعة , وحركاته المسيطرة , التي حاولت التواؤم معها ومجاراة جموحه , بينما يبدو عليها آثار الإنهاك تماما مثلما تبدو عليه ملامح الشهوة واشتداد قبضات التملُك وقد استحوذت عليه.
"انتَ مجنون !".


******************************


قدمه ثابتة .. لا تتحرك أبعد من خطوة أو خطوطين بما يسمح له بالدوران حول محوره .. لساعات .. ويظل في مكانه محلك سِر.
يلف صديريه المزخرش الملون بإحكام شديد حول أعلى جسده فوق جلباب أبيض كتان , يضيق بصدره أكثر من ضيقه بما ضمّ من قلب مكلوم , وندَمْ , يُثقل عليه بأثقل مما يحمل حول خصره من تنورات كتانية مشغولة بكل الألوان والحروف , يحملها صُحٌفا أثقالا بكل ما فيها من كلمات وأيام وحوادث جسام , بكل ما فيها من ذنوب وآثام , يلتف بها طبقات فوق طبقات .يضم صدره بذراعيه ويحتويهما شفقة وحصنا .. ويدور.
يدور في بطء وثبات حذر ثقيل على دقات دفوف منتظمة تبدأ كقرع صيات الذنب على جسد محموم .. بلا رحمة, بحثا عن خلاصٍ فرارا من خطايا غير مُعرَّفة.
كم توسوس له قدمه بالشرود .. كأن تتعلثم في فيض كلمات روحه .. وصرخات عواطفه , أوتتعرقل مع سرعة الدوران التي لا غاية لها سوى أن تصرع جسدا مثقلا كمن كان وألا تتركه إلا ملتصقا وممرمغا في الطين .
 يدور. . ويدور .. ثم يدور.. قائم الرأس بزاوية صفريه حول محور عمامته البيضاء الملفوفة راقّات بعناية وفن بأربع لفات يتدلى طرفها حتى ظهره , مغمض العينين مفتوح الآذان مع الموسيقى الصوفية والابتهالات , يشتد دورانه بها تاركا كل معنى يرسم له طريقا للإله , وكل مديحة ترسم له درجة للصعود .. يعلو السلم درجه مع كل إبتهال .. وتتفتح كفيه وتتباعد ذراعيه مرحبة بالبدايات .. ببتسم ويزيد في الدوران .. حتى يكاد يرى الطريق وسط الظلام , وتفسح ذراعاه للكون مداها وتمتد حتى الأطراف  داعية النور ليتخلخل روحه يغويها ويتجاذبها بلطف خارج المكان , وتميل رأسه وتتمايل طمعا تجاه السحاب , علّ قدمه يسلبها شوقها الأبدي للطيران ولو للحظات ..
يا حبيبي يا رسول الله .. يا شفيعي يا رسول الله
ذُبتُ شوقا .. يا الله .. يا الله
يا نور النبي .. يا جمال النبي .. والله والله ما لنا غير النبي
يلف ويلف ويلف وتتدروش رأسه يمينا ويسارا انتشاءا .. تميل مع ميلة الأرض والقمر والسماء.. اتسق دوران قدميه مع إيقاع الدفوف ونبض التواشيح وتسابيح الخلق ..خلاص انجَذَب. تتناغم يديه في دوائر ومنحنيات هائمة كأنها تراقص الروح وتسعد بلُقياها , تضم إليها نفحات الفرحة ما أمكنها , ويدور.  يتنشي , ينفرج ثغره ليستقبل الفتح , يكاد يعلو مع العمه التي طارت وسقطت بعيدا .. وتتصاعد التنورة بعد أن صارت ألوانها أطياف نور ذابت في طياتها المعالم والتفاصيل .. الأحمر , والأخضر, البرتقالي , والأزرق , الذهبي ..كل الألوان صارت شعاع النور . تتكاثر طبقات تُشلح طبقة بعد طبقة تتطاير أطباقا دائرة في السماء. يتخفف من حمل تلو حمل .. همّا بعد هَمْ .. ذنب وراء ذنب في سرعة وخفة وإنطلاق مع إنطلاق صيحات الجماهير إستثارة وانبهار, ويدور..
" مش قادر أسامح نفسي أبدا على اللي عملته فيها ,  أنسى إزاي إن غضبي هو اللي ضيّعها .. وضيَّعني معاها .. خنت روحي .. وقتلتها بنفسي."
تتعالى دقات الدفوف وتتسارع الخطوات وترتفع الأيادي بدفوفها إلى السماء , وتنفرد آهات المنشدين ..فيرقص مفتوح العينين .. لا يرى ما كان يرى .. لا يرى ما نرى .. لا يرى سوى ما أسفرت عنه ستائر الروح , طبقة بعد طبقة, تنورة بعد أخرى.
" السماااااااااااااااااااااح !"
ثم تختتم الرقصة مع تجرده من كله ما سوى الجلباب.
يرقص ويتحرك .. فيتجرد ويتحرر .
حتى وإن انحنى تحية لجمهور سكارى في ملهى عبث.

**************************************

-"  خير يا دكتور .. ايه اللي حصل .. أنا آخر حاجه فاكرها اني شفت فجأة اللوري , العداد كان160 , ولما حاولت اتفادى اللوري العربية اتزحلقت مني .. فاكر العربية اتقلبت كام مره  .. ونور كان رأسها غرقان دم .. نور ..
نور فين .. نور فين ؟ "
-"الحمد لله اللي نجاك من حادثة زي دي .. انت اتكتبلك عمر جديد .. حاول ترتاح شويه .. "
- "نور..  فين نور ؟؟ "
-"مش عارف أقول لك ايه .. للأسف...
البقية في حياتك .. نور ماتت يا هشام"

**************************************

لم يبق لي سوى الاستمرار خيار. بعد أن صار لي حياة. وصار هذا واقعي.
أصفق وأصفق .. لعرض بعد عرض ورقصة بعد رقصة.. وأذوب. أتحمس وأنتشي لكل حركة وحركة .. أطير معها وأتنطط بها .. من زمن لزمن ومن أرض لأرض .. أسجل كل صوت وصوت .. أدون كل تفصيلة ..  كل ما يرقصون .. وكل ما أشعر.
غضب .. عنف .. قهر.. حزن ..ندم ... تناغم .. شوق .. رقة .. رشاقة .. خفة .. فرح .. نشوة .. قفزة .. طيران .. حرية !
 أسطر أحاسيسهم بقلم على ورق. أنشرها تماما كما أعيشها وأتكتمها في كل دفعة لعجلات كرسي التصق بجسدي وأصبحنا كتلة واحدة ومصير واحد.
أراقص أحاسيسهم كما أراقص أطياف كلماتي مع نور.. ما قلته لها .. وما لم تسمعه.
هكذا أحيا .. دنياي .. رقصة فرقصة.
ترقص؟