Hi, it’s me again, back!
مرة سمعت في إحدى الخطب عن
"نظرية البذرة" , وهي فكرة ان عشان تطرح شجرة أو ثمرة فإنه يتم رمي مئات
أو آلاف البذور عشان تطرح كام شجرة أو نسبة قليلة مما تم بذره هي التي تخرج شجرة
أو ثمرة نافعة.
وكان الهدف
من تلك الخطبة التأكيد على معنى الإجتهاد وتكرار المحاولة والمثابرة على تحقيق
أهدافك.
عجبتني
الفكرة قوي ولقيت هذا المنطلق رائع.
مرت سنوات كثيرة
على هذه الخطبة, سنوات بحسسها ذهبية, سنوات التخرج وأولى سنوات العمل والفرص
والأحلام , باختصار .. العشرينات !
فاكرين زمان أيام
المراهقة وأولى سنوات الجامعة حين كانت كل الخيارات مفتوحة وماكنش العالم يساع الأحلام, وكان كل شيء ممكن ومسموح, شعور أنك تحب المزيكا فتسمع وتلعب مع
أصحابك وتكون فرقة, وتحب الكتابة..فتكتب عالنت ومجلة المدرسة, وتلعب رياضتك مع
رفاقك في النادي, وبتعمل نشاط خير هتصلح به الكون, وتذاكر لتتفوق في دراستك لتدخل كلية أحلامك
وتحقق طموحك "المهني"...
لو انت كل
حاجه وهتعمل كل حاجه .. مافيش مشكلة.
بعد ما تمر
السنين .. تكتشف انك "ما عملتش كل حاجه" وانك مش كل حاجه..
انت كام حاجه
بتتعمل .. حاسس ان كمان الكام حاجه اللي بيتعملوا .. مش انت!!
الزمن وظروف
الشغل وإطارات السن والوقت والالتزامات والأسرة والصحة فرضت "قيودها"
و"زنّقت " عليك..
لو حاسس بده
وكمان مش قابل انك تردم التراب على ابن السبعة و ابن الخمسة عشروابن العشرين بداخلك
وتبقى مجرد تروح تزورة في برواز أو صورة
أو تذكار في صندوق .. يبقى فكر معي في نظرية البذرة .
فلنتفق على
مبدأ, وهو حديث الرسول (ص), قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحقرن أحدكم شيئا من المعروف وإن لم
يجد فليلق أخاه بوجه طليق وإن اشتريت لحما أو طبخت قدرا فأكثر مرقته واغرف
لجارك منه
ولنتخل بعض
الشيء عن أسلوب الحياة المعقد الذي أصبحنا جزء منه, و الذي فرض بدوره بعض القناعات
السخيفة, مثل فكرة إما كل شيء أو لاشيء , انك لا تشكر أحدا أو تشجعه و تعود بالفضل
أو الدور له " عشان ما يطلعش فيها ويركبك" , أو قناعة ان صاحب بالين
كذاب وصاحب ثلاثة منافق, أو منظور "انت مين انت" .
تخيَّل ..
انك جزء من
كون وأرض واسعة عليها ملايين البشر , كلكم متصلين بصلات ممتدة ممكن تكون غير مرئية
معظم الوقت لحين معين ولحظة معين بتنور فيها كل العلاقات والروابط ..وتبان.
كلكم امتداد
لشعاع النور.. للفكره الحلوة .. لطرح الخير.
اللي عايزة
أقوله أنك مش لازم تكون انت كل حاجه. انت من الألف للياء. انت البداية للنهاية. انت
وبس.
تخيَّل انك
ممكن تكون بذرة شاركت في رميها, وجت ناس تانية روت الأرض , وجت لحظة مناسبة
ومكتوبة والظروف سمحت للبذرة تطرح نبتة, وجت ناس كتير مع بعض جمعتهم الفكرة والإرادة
والظروف والنبتة دي بقت شجرة, وجيل تاني خالص أكل من طرح الشجرة ونظر نظرة احترام
للي زرعها . واللي رمى بذرتها.
اسمع معي
الكلمات دي من أغنية يا طير للملهم حمزة نمرة:
يا قلبى يا مكسور
ما تقضيهاشى حزين
مانتش زعيم جايز
لكن وراك ملاين
لو بذرتك تطرح
هيقوم صلاح الدين
صحيح ماهوش انت
بس انت كبرته
ربيته ع الفكره
و بقيت كما الشجره
لو حتى مش قادره
تطرح بذور حره
البذره تبقى اتنين
عشرين ميتين
ملايين ملايين ملايين ملايين ملايين
تخيَّل..
ممكن مش قادر
تعمل أهم شهادة عايزها.. بس بتقرأ وبتحاول توجه نفسك للمجال اللي بتحبه. بذرة.
ممكن خلاص
راحت علي اني ألعب في فريق أو احترف .. بس لسه أقدر أقابل أصحابي وألعب معاهم.. أو
أمارس نشاط ليكن مشي وأكون "فريق" من الناس اللي بتمشي معايا في نفس
التوقيت. بذرة.
أنا مش قادر
أشتغل في نشاط خيري بانتظام بس ممكن أتبرع لجمعية خيرية بجزء صغير من مرتبي
بشكل منتظم. بذرة.
مش قادر
أحصًّل علم بجد وأبقى جامد بجد في شغلي ومجالي .. ما يمنعش أبدا اني افضل أحاول ..
وأشارك أفكاري واللي أعرفه .. مهما كان صغير ممكن يكون طرف في أول الخيط. بذرة.
كان نفسك
تبقى من حفظة القرآن بس وقتك مش سامح .. حاول .. ومايمنعش أبدا انك تحاول كل يوم
تقرأ أيه يمكن في نفس اليوم تتكعبل في حاجه في حياتك وطريقك تنوَّر لك معنى وروح
ومدلول الآية "فتتحفر" في قلبك وتعيش بيها. بذرة.
نفسي أبقى
مثقف بس ماليش حمل على القراءة .. جوجل كل حاجه "تتقٌش " في دماغك .
بذرة.
نفسي أبقى
اجتماعي وأصاحب كل الناس.. بس عمليا مابستحملش دول "تُقال" قوي
عليا وده فعلا اللي أنا حاسس بيه.. بس أقدر ابتسم دايما وأكلمهم وأساندهم في فرحهم
وحزنهم. بسؤال. تليفون . كومنت على الفيس بوك. أو مجاملة.
بذرة.
ممكن مش قادر
أعمل اصلاح اجتماعي ومش راضي عن ظروف ناس بس متضامن معاهم وعندك استعداد تسمعهم
وتفهمهم.
أنا مش كاتب
ومش قادر أخلّص كتابي وأنشره بس ده ما يمنعش اني آخد ولاد أختي الصغيرين وأشتري
لهم قصة يمكن يقرأوها وتعجبهم ويتعودوا على القراءة... ويمكن حد فيهم يكبر ويبقى
كاتب.
ممكن خلاص راحت
عليك تدرس مزيكا بتعشقها وتعرف تلعب زي أحسن واحد .. بس تقدر تعلم ولادك مزيكا ..
يمكن يحبوها ويلعبوها .
مش كل البذور
هتطرح. طبيعي. مش كلها هتشوفها وتحس بيها وهي بتطرح. أكيد. لأن سوبر مان في أفلام
هوليوود بس.
بس كل بذرة
بتتحسب في العداد بتاعك. كل بذرة بتعدّ في عدادك .ده أكيد.
فكر .. جرب
.. متعة ولذة وفرحة تستحق؟
ليه ما
تحاولش وتصمم وتجرب وتثابر عشان بذرة واحدة بس من آلاف البذور تطرح.
ليه تحرم
نفسك من الثواب والحصالة التراكمية وعداد الخير.
ليه تحرم
نفسك من شرف المحاولة, والأجدر شرف انك ماخذلتش نفسك وما كسفتهاش فحاجة حلوة فيها,
في حاجه نافعه فيها وكانت عايزاها.
ليه تحرم نفسك من فرحة المفاجأة لما يوم تشوف بذرتك طرحت في حد أو فكرة أو كيان كبير .
خلاصة القول
ماتخليش حد يوقفك. ماتخليش حد يرسم حدودك ويقولك انت تقدر تعمل ايه وماتقدرش على
ايه. ماتخليش حد يكتفك .. تحت اسم الظروف أو القدر.. حتى لو كان الحد ده ..انت!
تحرر.
يا طير

No comments:
Post a Comment