Sunday, June 15, 2014

دماغ ملوخية

Hi, it's me again, back!

أهلا بكم في برنامج البرامج ومسابقة المسابقات, برنامجنا مختلف عن أي برنامج مسابقات ترونه على الشاشات , برنامجنا تفاعلي , ينقل لكم الحقيقة التي تختارونها بأنفسكم , بالقواعد التي تضعونها بأنفسكم , نحن فقط نضع إطار المسابقة .. لنا إخراج الحلقات ولكم إخراج المتسابقين.
برنامجنا قائم على عواطفكم وردود أفعالكم مثل أي برنامج آخر .. لكننا لسنا مثل أي برنامج آخر .. نحن نختلف عن الآخرين .. برنامجنا قائم على أحاسيس وعواطف من نوع آخر غير الإعجاب والتشجيع والافتتان .. مشاعر إنسانية أصيلة أسرع وأقوى تأثيرا. المثلث الأكثر ربحا وتدميرا.
حقد وكراهية .. جهل وتعصب .. عنصرية ورفض.
 الآن موعدكم مع التصفيات قبل النهائية , بعد تصفية المتسابقين على مدى الفترات السابقة , كل في فئته , لتشتد المنافسة وتحتدم,  تذكروا يا جمهورنا العزيز .. القرار بإيديكم أنتم !
صوتوا شاهدوا .. تجمعوا .. عيشوا المتعة والإثارة .. دعوا الإثارة تبلغ ذروتها .. بيدكم الإختيار .
ارفعوا السماعة وصوتوا.
"رحبوا معي بلجنة التحكيم الموقرة , أحباءكم و نجومكم, رحبوا معي !
 بالإعلامي القدييييييير ...
والشيخ الشهييييييير .....
والقائد الخبير الأمني والاستراتيجي العظيييييييم ....
والباشا الكبيييير.....
ولا ننسى رموزنا وأباءنا وأجدادنا العظام ...الروااااااااد!"
وتمر الكاميرا على لجنة التحكيم , تراهم يجلسون متمجدين كآلهة رومانية , يضحكون ويلوحون ويحييون جماهيرهم المتلهفة التي تملأ المسرح بصيحاتها وصرخاتها المسعورة .
أضواء متشابكة متلونة متغيرة تتلوع في كل ركن وشبر من المكان, تغزو العيون وتلهب المسرح جنونا وعبثا لا يضاهيه سوى صدع تصفيق الجمهور الحاد الذي "يغلوش" على كل شيء .
 جمهورنا العزيز , أتينا بأفضل لجنة تحكيم من أجلكم , من أجل أن تحلل وتقرر وتقولب .. أهم شيء أن تَدَعوا هَم التفكير والتبرير والمنطقة للجنة , لا ترهق نفسك وتقل إثارتك ومتعتك بسبب شيء تافه ومؤرق كالتفكير.
تتدحلب المذيعة "المُزَّة الجامدة" .. مارلين مونرو الشرق .., بعد أن قدمت اللجنة الموقرة و الجمهور العظيم ... حانت الآن لحظة تقديم المتسابقين , تبارى فريق الإعداد والجيش المهيب من العاملين بالبرنامج على تقديمهم في أبرز صورهم , أقوى العروض , عروض لن تنسوها بقية حياتكم , على أربعة فقرات متتالية , وللجنة التعقيب في الفواصل بين الفقرات.
نظرة سريعة على الحلقة السابقة , والمتسابقين الذين اخترتم بينهم , والذين وصلَّتهم أصواتكم للتصفيات قبل النهائية.
في المجموعة الأولى , مجموعة الملاعين. كانت المنافسة قوية بين أمينة , وسميرة وأم سيد.
والآن عرض سريع لبروفايل المتسابقين ..
أم سيد .. تلتحف بطبقات قماش سوداء , رثة ومتراكمة بحيث لا تستطع لها فهما, تكاد تتوه في خُمرة وجهها التي اختلطت بحرقة شمس وعلامات نقشتها ردم غباركم وكدح السنين.
نحيفة , نحافة فقر وشقاء , تغيم كثافات مظلمة أسفل عينيها , لا تختلف عن تلك البؤر الزرقاء المتفرقة في أنحاء جسدها الصامد الهزيل.
قبيحة وبائسة ولا تصلح لمتعتكم ولا  تصلح للاصتفاف في طابور الجواري !
قد تكون لديها فرصة , فهي مرآة الرجولة العاجزة , وكيانكم البائس المقهور , كما أن لها دما لذيذا يختمر كلما أمتصصتموه أكثر.
 سميرة .. تظهر على الشاشة ترفع علم مصر في ميدان التحرير .. وأشعة الشمس تضئ عينيها العسلية فتصبح ضياً ذهبيا دافئ ترى خلاله صورة نهار غَدَك يا مصر .. فمها مفتوح .. غاضب وصارخ !
ثورَجية تقم مقام "الرجال" !!
امرأة تختار وترفض وتقاوم!!
أي مجرمة تلك!!
ربما كان هذا سببا لبقاءها في المنافسة .. فنحن شعوب لا تحب امرأة ذات صوت .. بالكم لو كان عاليا!
 تلك الفاجرة " ايه أصلا اللي نزلها .. وايه اللي وداها هناك ؟! "
أما أمينة .. فهي أصل المشكلة , فكل تفاصيلها وخصوصياتها كامرأة تُصرِّح بالوجود والاختلاف , الذي هو أصل المشكلة. إعلانها عن وجودها باختلافها الصريح هو الصدمة الحقيقية , فأنَّى لذلك الكائن أن يرتدي ملابسه الملونة المفصلة التي تمثلة , تتأنق وتصرَّح وتخط ملامحها بأقلامها وألوانها, تتحدث بجرأة وشجاعة , تتواجد في وجود ذلك الآخر القائم المسيطر الغالب , تنافس وتتفوق .. إنها تكون و تتواجد .. أي بجاحة أكثر من تلك !!
صوتوا للفائزة .. اتصلوا لتنقذوا شرفكم ورجولتكم الحامية .. صوتوا لتروا الفاجرة الفائزة معروضة , معلقة , مصلوبة , يتم تعريتها جزء جزء قطعة قطعة كما تريد وتشتهي تلك الفاجرة , وصوبوا سهامكم أينما تكرهون , استروا بحجارتكم ما تشاؤون من عوراتها , اجعلوها تصرخ مكممة حتى يفض صراخها الحاد المكتوم أغشية فمها .. اجعلوها تصرخ حتى الموت حتى تتخلصوا وتفنوا مصدر العورة المستتر بين رقبتها .. أخرسوا صوت العار والضعف .. اقتلوا هذا الكيان الأبتر.
***
ولا ننسى المجموعة الثانية .. مجموعة أعداء الاستقرار. وأقوى الحلقات بين رامي من التحرير , وسنجر بشلة ومحمود زقَّة .
رامي .. ذلك الحالم .. "عيل سِيس وطري" يعني .. ذلك الذي لا تفقهون ما يقول وما يريد .. ذلك الذي ينادي باسمكم ويناجي بالشعب يريد ! كأنكم كنتم في انتظار "تنظيره" ومستنينه "ينوَّر المحكمة ! ذلك المٌضلل المضحوك عليه , ذلك التابع للخونة والعملاء زرع أمريكا , من العيال "بتوع النخبة والنشطاء وبتوع حقوق الإنسان" اللذين سيضيعون مسقبلكم واستثماركم وأعمالكم..استقراركم ..كما ضيّعوا البلد!
و في نفس المجموعة , محمود زقة ذلك الصغير الضعيف القذر , مثال للفجاجة والانحطاط الأخلاقي طبقا لكل المعايير الأخلاقية التي تتسامرون عنها في نواديكم , هو نتاج السوء ,حصاد الفوضى والفساد. هو قنبلة إجرامية موقوتة. سئيل ومتطفل مثل ذبابة سئيلة حقيرة تلتصق بزجاج سيارتكم ,كم تودون سحقها ولكنكم تشمئزون من بقايا دماءها إذا لطخَّت الزجاج , فيبقى دائما الحل الأمثل .. نغلق الزجاج ونشغَّل التكييف ونتظاهر بعدم وجودها.
محمود .. هذه فرصتكم لتحطيم وتكسير تلك المرآة العارية لمجتمع لازلتم تعيشون فيها وترونها مهما حاولتم الفرار والابتعاد بمجمعاتكم الجديدة ومدنكم المتكاملة , مجتمعكم وبقايا ذنوبكم تتجسد في فقره وجهله وعشوائيته . قذارة وبذاءة سمعية وبصرية ومادية تفرض وجودها على كيانكم الأرقى!
هذه فرصتكم للانتقام. قمة الإثارة وقمة المتعة ... فهو دماء بلا ثمن.
سنجر بشلة .. انظروا إلى ملامحه الحادة ..اسمه البلطجي الوصف , وتلك الندبة العريضة بطول خده لا يوقفها سوى شاربه المخطوط عريضا حتى ذقنه , يظلل اسنانه الصفراء التي تسفر عنها ضحكاته المستفزة الغير مبررة , ينكفئ لبضع ساعات على عجلة قيادة غير ملتزم بقواعد مرور أو آداب سواقة.
هذا الفئوي ابن الفئوي الذي يريد تخريب عجلة إنتاجكم !! هذا الشره الذي لا يشبع ولا يسعه سوى طلب المزيد والمزيد .. بلا مؤهل وبلا عمل ! هل هذا وقته !!! ليس الآن .. ليس الآن .. أو حتى الأبد .. أليس في قلوبكم رأفة أو رحمة بحال البلد !! .. مصر تناديييييييكم . ألا تصوتون !!

صوتوا لفائز هذه المجموعة , وسوف تشاهدوه يُسحل في الشوارع , يسف التراب , ثم يُلقى به في أقرب بالوعه حتى تستريحوا من إزعاجه وزنّه.
***
وكان معكم , في المجموعة الثالثة .. مجموعة أعداء الدين. كان عندنا المتسابقين علي من العراق, وبهاء من فلسطين,  وأبو جهاد و بيشوي من مصر.
علي .. بزيه الأسود وعمامته الغريبة , ولسانه العجيبة, وأفكاره الشاذة المضللة , العدو الأكبر وشيطان المد الرهيب , ذلك المعتدي المتعدي الأثيم.
وبهاء .. بشعره الطويل وقميصه المفتوح وأزياءه المائعة ..بأفكارة الشاردة المارقة التي لا تستطيعون حتى فهمها, ذلك الشارد الضال الذي يشذ بأفكاره ولن ينوبكم منه سوء الازعاج والاضطراب واالعبث!
انظروا لأبو جهاد بذقنة الطويلة الشعثة , وذلك الختم التي ختمه على جبينة المقطب ليتعالى به عليكم , ويرشدكم ويملي عليكم ما تقولون وقد تفكرون , بجلبابه وسرواله الأبيض الذي ينكر به عليكم زمنكم الذي تعيشون.
هل ستتركون مشروع التدمير هذا وأتباعه يرهبونكم ويهددون أمنكم ويرجعون بكم للوراء ؟!
انتبهوا لذلك البيشوي .. سليل الفرنجة ووليَّهم .. اترون الصليب المتدلي من رقبته يملأ صدره ويكاد يفقأ به عيونكم الخاشعة .. لا تغفلوا عن مشاريعه اللئيمة الخطيرة وأعماله الخبيئة في دهاليزه الخفية بعدتها وعتادها , هذا الذي تجرأ وطلع له صوت , ذلك الذي يدعي بأنه يتألم بل من فُجره صار يصرخ من الألم !!
تقطع فلاشات الأضواء المتسارعة المتعاقبة صمت الظلام المتعمد الذي خيَّم بسوادة أثناء عرض المتسابقين , كسواطير ضوء خضراء وحمراء .. بيضاء وذهبية تباغتهم بضرورة الانتفاض !
"هببوا لنصرة دينكم !!!" النفير الذي رج المسرح.
صوتوا لتحددوا مختاركم وفائزكم , إنه عدوكم فانتقموا .. وانتصروا !
إنها مسابقتكم .. ومعركتكم للبقاء.
أصواتكم ستأتيكم بالدور الختامي , والمتصدر من المجموعة سيتم صلبه حتى تتمرد عليه ضلوعه , حتى تتشقق خلاياه وتتمزق كل رموزه وملامحه وتنمحى , ثم نسجده على كثيف الشعير والقش حتى يعترف بخطئه وخطاياه وضلال عقله وفساد باطنه , ويتوب ويرجع ويتبعكم وإلا أشعلناه بالقش ورأيتموه يحترق ويتفحم هو وشيطانه.
هيا ! قول رأيك .. ارفع السماعة .. اتكلم وانت قاعد عالكنبة بتشرب مزاجك و"بتقزقز سناكك" .. وصوت لمتسابقك المفضل .. المتسابق الذي سيصل للتصفية والمفرمة النهائية.
شارك معنا أقوى التصفيات .. ومجموعات جديدة تدخل معانا .. على المتسابقين الراغبين في الاشتراك معنا تقديم استمارة الحزب وبيانات الأيديولوجية بالإضافة للاستمارة الرئيسية مع وجوب ملء خانات النوع والدين والقبيلة والعرق والعنوان والطبقة الإجتماعية والمنطقة التي تقطن فيها.
ولا تنسى إرفاق صورة كاملة تظهر معالم الوجه وتفاصيل الشعر والملبس الكلي وأي شعارات  .. وحبذا إذا أظهرت إذا كان ملبسك "وبراند " أم لا.
ودائما لدينا المزيد ,تابعوا الجديد معنا , المفاجأة ..
حرصا منا على مشاركتكم ووصول تصويتكم , لن يقتصر التصويت على سماعة التليفون أو مواقع التواصل الاجتماعي.. يمكنكم التصويت في الموسم الثاني عبر الصناديق الانتخابية !
تابعونا على الفيس بوك بايج   facebook.com/Doom
وعلى تويتر  @Doom
ولكل من خرج من تصفيات الموسم الأول .. فمازلت لديكم الفرصة في المواسم القادمة بفرص أعلى ومنافسة أكثر احتداما وأجواء أكثر تهيئة وشحذا.
انتظرونا في المواسم القادمة .
*****
هذا البرنامج يأتيكم برعاية :
لا تقرأ . إعلام سطحي متخلف. تعليم جاهل . مخابرات أمريكية ودولية . جماعات متطرفة. تربية إجتماعية متعالية وتنشئة متطرفة. طبقات من المفاهيم المتوارثة المتعفنة.

*****
استيقظ آدم من غفوته القصيرة ليجد نفسه ممددا على الأريكة أمام التلفاز , بعد أن سرقه النعاس من متابعة حلقة هذا الأسبوع من برنامج مسابقاته المفضل , منها لله أكلة الملوخية تلك .
" أما كانت حتت أكلة ملوخية بالجمبري ..  عملت لي دماغ ! " .. قال لنفسه ضاحكا وهو يبحث عن إعادة لعرض ما فاته من البرنامج على أي من القنوات.

No comments:

Post a Comment