Thursday, September 29, 2011

لحظة صدق !!

Hi, it’s me again,back!


المسافة طويلة .. طويلة جدا .. و الطريق مزدحم .. تقود سيارتها و لا تريد أن تتوقف .. رغم الإشارات .. رغم الازدحام .. تناور و تعارك لمجرد السير .. هي لا تريد التوقف .

تريد أن تبتعد عن مكان عملها و تصل لبيتها قبل أن يصل الجميع .

مرت مسرعة من أمام جامعتها , لا تريد التوقف , لا تريد أن تراهم على باب الجامعة , طلاب و طالبات , بأقلامهم و أوراقهم و كتبهم , بمزحاتهم و ضحكاتهم , بأحلامهم و فرصهم و أملهم , بيفعهم و شبابهم .

يوما ما كانت مثلهم .. يوما ما كانت أبيّة .. تخط الخطوط عريضة و واضحة .. و تقر الألوان صريحة صارخة .. دون تردد أو خوف .. لا تخشى اللوم و لا تحسب حسبان لرد الفعل .. يوما ما كانت تملك جرأة الفعل .

هي الآن توافق .. تمرر و تعدي .. تهاود .. و تتغاضى .. لتستمر لمجرد الاستمرار .

تراهم و تدرك أن عمراَ قد مر .. و روحا قد خمدت . تدير أغنية سريعة صاخبة متهكمة غاضبة .. تغلق زجاج سيارتها و تغني بروحها .. تغني و تنغمس في كلمات الأغنية و ألحانها العبثية .. تغني و تصرخ .. تذرف دموعها .. و تتمرد.

- اعقلي و استهدي بالله

- مش قادرة . دول شوية حمير و حرامية .. مش فاهمين أي حاجه . و ازاي يكلمني بالشكل ده ..كان بيزعق و يشاورلي بسبابته كأني باشتغل عند أبوه !!

عالم فاشلة ..يلعن أبو اللي قعدهم عالكرسي .. ملعون أبو الشركة اللي يبقى ده رئيسها .. عالبلد اللي واكلينها ..ده آخره يدير زريبة!!

- بس اسكتي .. لا حد يكون سامعك .. بلاش تغلطي .. هو انتي يعني اللي فاهمه كل حاجه و كل الناس بهايم .. دي ناس ممشية الشغل من قبل ما تتولدي .

- هو عشان كان ماشي يبقى كان صح !!! ( قالتها صارخه ) , كل حاجه ماشية غلط !!

يا ماما أنا تعبت . كل حاجه ماشية غلط !! غلط X غلط !

- مش انتي االي هاتصلّحي الدنيا .. و مش هاتقدري تمشّي الكون على مزاجك .. اهدي .

هو حد لاقي شغل دلوقتي .. دا اللي في ايده شغل و بالمرتب ده يمسك فيه بايده و سنانه . اهدي كده و ماتفرجيش الدنيا عليكي !

- (تغمض عينيها و تتنهد بمراره) ..أنا اتفقت مع باص المدرسة ينزِّل ندى و هاني عندك يا ماما . ياريت تخليهم عندك كام يوم .. لو مش عايزة هأفوت أخدهم و أنا راجعه .

- أنت ناوية على ايه .. مش عاجباني اليومين دول .. مافيش حاجه عاجباكي .. اشمعنى انتي .. لا عاجبك شغلك و لا جوزك و لا البلد بحالها !! ارضي بحالك و اخزي الشيطان و ماتِهدّيش البيت .. ماتبهدليش عيالك عشان زوبعة في فنجان !

- مش قادرة اصدّق ان ده الراجل اللي اختارته .. و عايشه معاه .

- فوقي بقى من الأوهام اللي انتي فيها.. الراجل ده يبقى جوزك و أبو ولادك . اخزي الشيطان و ماتضيّعيش كل حاجه عشان شوية دلع ولّا شوية زعل.

كتمت احباطها الغاضب من موقف والدتها و آثرت انهاء المكالمة سريعا متعللة بما وراءها من أعمال . فلا جدوى لشيء . لا أحد يفهمها . لا أحد يستطيع . لا أحد يريد .

أغلقت هاتفها .

ظلت مكالمة أمها الأخيرة تشوِّش على موجتها .. تقاطعها .. و تسطو عليها . كانت عقابها المُستحق على محاولة البوح و الفضفضة المبتسرة .

قلقت .. اضطربت .. و خافت .

ماذا عن ..؟؟ ماذا لو ..؟؟ ممكن فعلا .. ؟؟

آثرت آلام انفعالات اللحظية على ندم دائم .. قهر خامد على خسارة فائرة .. صراخها هي على نهرات الآخرين .. هدة الحزن على قسوة اللوم .. استمرار واهم على سقطة واحدة !!

و تستمر في السير .. و تستمر في الهروب .

تدرك أنها في رحلة هروب .. تتحصن بالأكذوبة و تدفع نفسها لتصديقها و قبولها .. حتى لا تواجه الحقيقة .. حقيقة كرهها لهم .. حقيقة احتقارها لنفسها لأنها أصبحت جزء منهم .. من المنظومة .. حقيقة أنها لا تقوَ على المواجهه .. لا تحسن الاختيار.. لا تستحق الأفضل و ليست مؤهله له !

تهرب من لحظة صدق .. بل تهرب من حقيقة أنها أصبحت لا تقوَ على لحظة الصدق!

و تتابع السير.



لحظة صدق تعترف فيها أنها تستحق ما هو أفضل .. أفضل يستحق النضال .. لحظة صدق تواجه فيها عيوبها و أخطاءها .. تواجه فيها كل قصورها و واقعها بكل ما به من قبح و عوار .. لحظة تنتصر فيها لنفسها .. تتمرد و تعصف بسنوات الصبر.. تعلن فيها عن مشاعرها و تواجههم بكرهها و احتقارها لهم.. تعلن لهم عن رفضها.. و تحطم أبواب التفاوض و الهينة و التسامح و التنازل و تهدم أكذوبة الأمر الواقع .. و تدفع الثمن .

Monday, September 26, 2011

ح ر م

Hi, it's me again, back !

1.حرم : مُحرَّم:
ج محرَّمات ومَحارِمُ ومَحاريمُ: اسم مفعول من حرَّمَ ° مَنطِقة مُحرّمة: لا يمكن انتهاكَها أو دخولُها إلاّ بتصريح.
1.حرم : حَرَم:
ج أحْرام:
1 - ما لا يحلّ انتهاكه، وما يحميه الرَّجل ويدافع عنه "بيت الرَّجل وأسرته حَرَم- الحَرَم المكيّ/ القدسيّ/ النبويّ/ الجامعيّ" ° ثالث الحَرَمين/ الحرم الأقصى: بيت المقدس- حَرَم الرَّجل: ما يقاتل عنه ويحميه، وشاع استعماله بمعنى الزَّوجة.
2 - اسم ذات، مكّة وما حولها "حَمام الحَرَم [مثل]: يُضرب به المثل في الأمن والصّون- {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا ءَامِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} " ° البيت الحرَم: الكعبة المشرَّفة، بيت الله الحرام.
• الحَرَمان: مكّة المكرَّمة والمدينة المنوّرة، وما أحاط بهما إلى قريب من المواقيت التي يُحرِمون منها.
المعجم: اللغة العربية المعاصر


 
تأملت و سرحت في كلمة " حَرَم ".. و منها بحثت في مادة الكلمة في المعجم.
وجدت هذه الكلمة مرتبطة ارتباط و ثيق بثقافتنا و موروثتا الشرقي العربي الإسلامي , بكل ما في هذه الثقافة من خصوصية , بل وجدت هذه الكلمة في وجدان ثقافتنا و موروثاتنا .
تأمّل معي كلمة "حَرَم " .. عندنا مثلا الحرم الجامعي .. و هي المساحة التي تحيط بالجامعة و أماكن العلم و الدراسة .. غالبا ما تتسم بالفسحة و الاتساع , يفصلها سور عن ما يحيطها من ميادين و شوارع و مباني , لتعطي الخصوصية لطلاب االعلم و القدسية لطلب و ممارسة العلم .
و عندنا مثلا حرم المباني , و هي مساحة توصي اشترطات البناء على تركها حول كل مبنى مستقل بذاته , تحيط بمسافة عن محيط المبنى دائر ما يدور لتفصلة عن المنشآت المجاورة .
و نلاحظ هذا في طراز بناء البيوت العربية قديما حيث كان لكل بيت "فسحة " أمامه .. "حَرَم " المنزل .
و كذلك حرم المساجد و ما كان يقام حولها من سبل و مجالس علم .. ساحة و حرم المسجد .
و حرم الشارع .. و حرم الرصيف .. و حرم البحر .. و حرم النيل ..
هل تصدق أن الحارات المخطوطة في الشوارع الرئيسية هي بهدف تأمين "حَرَم" لسيارتك و أنت تقود .. و الرصيف بعرض لا يقل عن 120 سم حتى تسير أنت و أبناءك في أمان .

حتى أن لمواقيت الصلاة "حَرَم ".. مثل كراهة أداء صلاة العصر مع اقتراب موعد آذان المغرب .. ثقافة اختلقت توقيت " الإمساك " عند الصيام , و هو وقت قصير قبل آذان الفجر حيث يبدأ الصيام و "يَحرُم " الأكل و الشراب .. " حَرَم " زمني يفصل ما بين المباح و المُحَّرم .
و " حرم " للعلاقات الانسانية.. فمثلا الرجل الشرقي يقول على امرأته و زوجته التي تخصه "حَرَمي" .. بكل ما تحمله الكلمة و العلاقة الانسانية من خصوصية شديدة و قدسية .. و حماية و صون و احترام .. و حقوق و واجبات ..
و "حَرَم" آخر ينأى بك عن "الحرام" مثل الدرجات بين الواجب و الجائز و المستحب و المكروه حتى الحرام.
و"حرَم" افتراضي عند انتقاء الألفاظ مثلا , يفرضه السياق و المحيط ,مثل ما تفرضه العائلة في وجودها .. أو "الكبير" في وجوده .. أو وجود سيدات بالمجلس.. أو السياق الديني أو الوطني .
ثقافة تحترم الحدود و تراها .. ثقافة تُعلي من قيم الحياء و قدسية الحق و الحد .. بداية من ثقافة إسلامية ارست قاعدة "اجتنبوا الشبهات " حتى ثقافة شعبية صاغت " الباب اللي يجيلك منه الريح سده و استريح " ..
حدود العلاقة بين الرجل و المرأة .. الخاص و العام .. ما بينك و بين نفسك و ما بينك و ما بين الناس و ما يبنك و ما بين الله .
"الحَرَم" .. تلك المساحة المكانية أو الزمنية أو النفسية التي تحيط بالفطرة السليمة الساكنة و الكرامة الانسانية .. بما ترضى له .. و ما يحميها و يصونها .

أسير في شوارع القاهرة و الجيزة المزدحمة .. و أرى توغُّل المباني و تعديّها على بعضها , و على الطريق , و على الأراض الزراعية .. و أقود و أرى تعدي و توغل البشر و السيارات على بعضهم .. و تعدي الاعلانات و الملصقات على السماء .. وتعدي الباعه و المحلات على الرصيف .. و تعدي اللفظ و الفعل في الشارع .. وأدخل على شبكات التواصل الاجتماعية .. و أنتم أدرى .. و أنظر حولك!!
أكتب هذه التدوينة لكثرة و شراسة و همجية التعدي على " الحَرَم " مخافة من أن تُنتهك الحٌرٌمات بعد ما يحدث بشكل مستمر و متوغل من  تعدّي على "الحَرَم" .
استباحة تؤدي  لاستباحة !

Thursday, September 15, 2011

نفس المشكلة .. نفس الفخ 2

Hi, it's me again, back!



مازالت النعامة تدفن رأسها في الرمال

Wednesday, September 7, 2011

strawberry fields forever 1


hi, it's me again, back!
Let me take you down, 'cos I'm going to Strawberry Fields.
Nothing is real and nothing to get hungabout.
Strawberry Fields forever.

Living is easy with eyes closed, misunderstanding all you see.
It's getting hard to be someone but it all works out, it doesn't matter much to me.
Let me take you down, 'cos I'm going to Strawberry Fields.
Nothing is real and nothing to get hungabout.
Strawberry Fields forever.

No one I think is in my tree, I mean it must be high or low.
That is you can't you know tune in but it's all right, that is I think it's not too bad.
Let me take you down, 'cos I'm going to Strawberry Fields.
Nothing is real and nothing to get hungabout.
Strawberry Fields forever.

Always, no sometimes, think it's me, but you know I know when it's a dream.
I think I know I mean a 'Yes' but it's all wrong, that is I think I disagree.
Let me take you down, 'cos I'm going to Strawberry Fields.
Nothing is real and nothing to get hungabout.
Strawberry Fields forever.
Strawberry Fields forever.



I  love this song, i guess the music is GENIUS.. really REVOLUTIONARY. i like the arrangement & composition.. i feel the music is kinda separate from lyrics, yet, it gives new dynamic dimensions.. that takes u away. fly u through ur own mind..ur own interpretation!
Listen to the beginning music.. it has a touch of sorrow.. u feel it also kinda saying “I’m so indifferent “ .. giving some sense of flexibility & not caring ..giving an introductory background that says I’m not here to fight or impose this lyrics..i’m just letting out what I think.. & u r free to understand or accept it or not..it’s up to u .. & “ it doesn’t matter much to me”.
Unlike the ending music.. that sounds more angry .. more confident to declare “I disagree” .. more confident to state the lyrics & state “himself / Jhon Lennon ” in a way that seems messy.. & maybe crazy ..”hippie”.
Strawberry Fields forever
I like the idea of having a place or space in ur memory to refer to..it’s ur refugee ..ur comfort zone ..where u r in peace with ur soul, for a nice happy memory, for a feeling of belonging; this is where I belong. This is where I wanna be.
Somewhere I can feel harmony with myself, away from daily foolishness & mess, away from incorrect paths w r forced to take, away from stupid people we have to deal with, away from all the conflicts & fights we have to get through, all the pressure, away from life circus !
Somewhere where u r free to think beyond limits of time & place, imagine, create .. fly!
Welcome to “strawberry fields”

Living is easy with eyes closed, misunderstanding all you see.
It's getting hard to be someone but it all works out, it doesn't matter much to me.
I think in these words he faces – in a very conscious way – the image or profile drawn to him by fame & fans.. like sometimes u feel u r enclosed or locked into the “image” drawn to u by people so as to bsomeone”, their “someone “ at work, public, society… sometimes it’s hard to find urself in harmony with “their” “someone”.. maybe in these lines he’s brave enough to declare this fact.. “I’m not always getting along with the “someone” u‘ve drawn for me, yet it’s still ok with me to be him, anywayit doesn’t matter much to me”..  I’m up there –in some higher level- monitoring how it goes..kinda in control & conscious about itLiving is easy with eyes closed, misunderstanding all you see”.

No one I think is in my tree, I mean it must be high or low.
That is you can't you know tune in.

don't u feel this way a lot..feeling not misunderstood. That u r on another frequency that people can't or just aren't in .. so u r not understood.. u seem weird or isolated.
Why should we all be the same..why should we all be at the same level ?! SAYS WHO?!! Why should we all look through the same angle.. & focus on the same things !! why should I write about mothers & motherhood if it’s mothers’day, or writing about say for ex. Communism in 2011 in USA!! Says  who! Or if u r in a middle of a revolution u r required to write about politics..can’t I write about say ballet ?! SAYS WHO?! Why should we all be on the same frequency , otherwise u’ll b “different” ..different like “weird” “from other planet” “…….”!!
U  may feel this way in some cultures if u listen to classical music while they listen to pop!
We find the music in the background starting close to the introductory one with a touch of defeat or defensiveness, but it goes stronger & more confident as it ascends with the lines.

 but it's all right, that is I think it's not too bad
doesn’t it give a space that’s so liberal. Gives much tolerance. Standing for his right to be different with noble modesty of the genius. I like it.
Always, no sometimes, think it's me, but you know, I know when it's a dream.
I think I know I mean a 'Yes' but it's all wrong, that is I think I disagree.
Here we find some hesitation.. u feel him fluctuating .. is it because of people ? fame?  society? Some inner conflict between what u want to do & what u r required to do? What they want u to do? To gain their acceptance, when u r pushed to self doubting & confusion.. just because u r different or on other frequency !
But he seems to settle to a more rocky belief in himself & his mind, that he knows his mind & essential for imagination & travelling through dream world.
We can feel this in the background music , first confused & sad, hesitated ..going ascending & descending, then settles strong & loud as his belief & stand for himself.



Sometimes for some people dreaming is the only thing that makes sense.
That’s why I’m going to strawberry fields ;-)
That ‘s how I see this great song.. that’s how I feel it myself.
How about u ?

Sunday, September 4, 2011

Just wondering ..


Hi, it’s me again, back !
As life passes me by.. day by day.. more questions pops up.. & form an incomplete puzzle inside my head.. it gets bigger & bigger each day , as long as I wonder..
It ‘s also figured out.. day by day.. as more pieces r added in their right place.. as life passes me by.
Wondering ..
As people grow older they get closer & closer to children behavior patterns.. Somehow I feel that ageing is the closing bracelet with childhood in the lifetime series..
Was just wondering.. what r the TOYS of the old ? what makes them happy & kill their time ?
Was just wondering.. can JOY be felt when PAIN is there ? could they exist together ? or one of them should kill the other? Which of them is stronger? R we the one who chooses which of them is stronger .. or we just know it when it happens ?
Was just wondering.. when u see the dream u’ve always dreamt & wished for comes true.. by SOMEONE ELSE’S HANDS.. how do u feel ?
Do u feel happy it happened & u saw it come true? Or u feel depressed that u couldn’t bring it to life yourself? Or u feel guilty u missed the right time & perhaps was too lazy or too weak or too hesitated to do it YOURSELF ?
Is it a must –fate must- that the MISERABLES will get a day when everyone else will see them LUCKY? Or does it happen by chance ?
What ‘s SUCCESS ? is it DOING what you WANT ? or BEING who you ARE? Which is the winner ? which way worth spending ur life ?
………………………
So many questions.. that can’t be answered by google search or books reading.. I think the only answers that I can take for REAL .. must be answered by LIFE itself.

Plz , so eager to know ur answers.. share them.


Saturday, September 3, 2011

تأملات القهوة


Hi,it’s me again, back! I know it’s been a long time .
كنت في المصيف ..قاعده على قهوة بلدي حلوة مع أبويا ..أبويا راجل اتربى و كبر و حلم في عصره (عصره ..اه كلمة عصره  افضَّلها عن عهده .. اه الحدوته كانت حدوته عصر و era  بردُه ) .. ابويا راجل بيحبه قوي و مسامحه قوي – دا في الأوقات النادرة اللي بيقتنع فيها انه غلط اصلا !!
أنا و أبويا اصحاب قوي .. ودايما مع بعض .. بس زى ما بنتفق كتير.. بنختلف زي على طول .. في حاجات كتير .. و في النقطة دي بالذات ..
أنا شايفة انه ضيّع عُمرأبويا و جيله كله ب 67 .. شايفة أنه كدب .. انه خدع .. انه استغفل .. انه تجًّبر و تكًّبر .. و يمكن استغبى !
أبويا شايف أن أيامه كانت أحلى أيام .. أيام العزه و الكرامة !!!!!!!!!!!!!!!!
أنا شايفاه ديكتاتور .. و أبويا شايفه زعيم .
أنا دايما بأحلم و عايشة عشان أحلم .. و يمكن الحلم هو الوقت الوحيد اللي بأحس اني عايشه !! .. و معظم الوقت مش حاسه إني "راضيه " .
أبويا يمكن ما بيحلمش كتير .. بس "عايش" .. عايش حياته زي ما هو عايزها و الأحلى أنه دائما راضي بها و عنها ..
أبويا دائما عارف هو عايز ايه .. أما أنا فعارفه بس أنا مش عايزه ايه !
 أنا سمعت و قرأت تاريخ و شهادات على قدي قوي , في عصر الاعلام الحر و المفتوح – خاصة عندما يتعلق الأمر بالسابقين !
أبويا عاشه .. يوم بيوم .. عُمر بعٌمر .. يمكن في عصر صوت العرب و هيكل و أحمد سعيد .. بس عاشه !
مش عارفة أنا ليه بأكتب دلوقتي عن أبويا .. و ليه أصلا بأكتب عنه .. مانيش مجنونة بيه ولا ضده .. و مانيش مهووسة بتقييم الأشخاص و الحكم عليهم .. أنا معظم الوقت لا أبالي .. مختاره ألا أبالي إلا بعبره أو فكره أو حاله ..
يمكن عشان شفت صورته كتير.. في ميدان التحرير –which I didn’t like much  - , و صور متعلقه على كُشك سجاير في الطريق الدائري .. و مرفوع عالحيطة اللي في القهوة ..
في 2011 ..

بعيد عني و عن أبويا .. و عن ايه ميل سياسي .. ناصري كان أو ساداتي .. و لا حتي نانساوي أو هيفاوي .. السؤل اللي جعلني أكتب .. هو الراجل صاحب القهوة أو الكٌشك أو اليافطة والناس اللي عندهم و بيعدوا على الصورة   .. شايفين في صورة الراجل ده ايه ؟  في  2011 ؟؟
يمكن أن واحد منهم وصل أنه بقى رئيس جمهورية ؟ المصري الصعيدي ابن الراجل البوسطجي بعد ما كانت حكر على أسرة ملكية من أصل تركي , الطموح و الترقي ؟ .. واحد مننا .
أنه هو بقى " اننا " .. حالة عندما يصبح "هو " .."نحن" – أو هكذا خلق الحاله في عصره .
يمكن الحماشة و الوضوح و الرجولة الصعيدي .. فكرة أننا ما بنخافش من حد و ما حدش يقدريكسرنا أو يلوي ذراعنا أو يطاطي رأسنا ؟ بدون لَوَع أو مماينه .. حالة اللا تنازل اللا خنوع اللا تلوُّن – أو هكذا صوّر الحاله في عصره .
فكرة ان هناك من يشعر بك و يهتم لأدق تفاصيلك الحياتية من رغيف الخبز وابنك اللي لو طلع من الأوائل هيكرَّمه بنفسه في عيد العلم .. و لا ايديك اللي هيسلِّم عليها من عربيته المكشوفة لو شافك و فرحت معه بالمصنع الي بيفتحه في حلوان .. أو هيقرأ و يرد على الجواب اللي بعته له تشكي له فيه همّك و مشكلتك.
فكرة انك تدخل بأمل كليات زي العلوم و الهندسة باجتهادك و انت عارف انك هاتخرج تشتغل ويبقى لك لازمة .. و فكرة انك تعلِّم ابنك تعليم جيد يؤهله انه يعلى به و يشتغل و يترقى في المجتمع .. فرصته انه يبقى حاجه ناجحه و "مستورة" .. مش تعليم مقفول على نخبة معينة و أولادهم بشهادات معينة لوظائف معينة .. غير تعليم باقي الناس الذي لا يتعدى كام حرف يملوا ديكور الخانات الفاضية في الأوراق الرسمية !!
فكرة الحلم و الوصول لما بعد الحدود.. لا حدود الحلم .. قومية خلقت أمه حدودها من الشام للمغرب .. و روحها و أفكارها وصلت لأمريكا اللاتينية و أفريقيا و الهند !!
صورة نداء جمعهم بقولة الله أكبر من منبر الأزهر للمقاومة و التصدي لعدوان اسرائيل و "الغرب" !
لا أصدق أن ملايين المصريين التي خرجت في جنازته تبكيه في حالة وصلت إلى الهيستيرية .. و الناس التي مازالت ترفع صورته و تعلقها على القهوة .. أو في البيت أو في الميدان .. بعد سقوطها من الحوائط و المنتديات الحكومية و الرسمية بزمان .. تؤمن أو تعترف أو حتى تبالي بأفكاره عن الاشتراكية أو الامبريالية أو القومية العربية .. و لا حتى معتقلاته و القمع والتسلط و التعذيب وتجييش الآلة الاعلامية و الديكتاتورية التي مورست في عهده  !
الصورة بالراجل اللي فيها ربما تمثل هذه الأفكار .. أو بمعنى أصح " الروح " ..
روح الأمل .. "الكرامة" .. """"""""""التحرر!!""""""""""" .. الحلم  ؟ .. زعيم ؟؟؟ .. سد عالي و قناة السويس و مصانع و فدادين سد بها جوع الفلاحين ؟....... ؟؟ .....
الفكرة أن أبويا و كتير مثله مسامحينه .. و صدّقوه و بيحبوه .. و بيحبو سيرته و أيامه . مسامحينه و شاكرين له .
أما أنا مثلا .. مش مسامحاه على الديكتاتورية .. و التسلط .. و المركزية و الفردية التي مازلنا ندفع ثمنها إلى اليوم .
مش مسامحاه على المعتقلات و الحيطان اللي لها ودان و الشمس اللي كان نظامه بيودي أي حد مختلف وراها.. مش مسامحاه على " الدولة البوليسية \ العسكرية " التي ثبت قواعدها بدلا من إلغاءها بعد "ثورة \انقلاب 52 " .. مش مسامحاه على تعذيب و قهر و نفي أي حد صاحب رأي مختلف !
و مش ممكن أسامحه على 67 .. و شبابنا الشهداء الذين استشهدوا بغباء قياداته و قراراته .. و ضاعت سنينهم في معتقلات الأسر الاسرائيلية .. مش مسامحه على الانفراد و الاستفراد بالدولة .. مش مسامحاه على سوء اختيارالقيادات .. من أول أساس الصحوبية لأساس الولاء !!
مش مسامحاه على الدولة التي كان من الممكن أن تكونها مصر كدولة عالم أول إذا كان طبَّق و فعًّل الديمقراطية حقيقةَ "البداية الصح " ..مش مسامحاه على مصر اللي ضيّعها حتى و لو رضى الكثيرون بمصر التي حققها .. مش مسامحاه على مصر العالم الثالث التي وصلنا إليها "نظامة" و "ديكتاتورية نظامة و بوليسية دولته" !
و مش مسامحاه على التليفزيون المصري و الصحف القومية التي هي نتاج تلاميذ عصره !
مش مسامحاه على كل ده .. بس أبي و كثيرين من جيله و كثيرين غيره مسامحينه و قابلينه و حبينه و شاكرين له ..
هم و كثير من الشعب المصري احبوا و انبهروا بنموذج الأب و الزعيم الذي جسده .. بما فيها من توفيرحماية و استقرار و دعم مزعوم .. ما ينظرون له في صورته المرفوعة ..
أما أنا فأرفض هذا النموذج الأبوي السلطوي .. و هذه الوصاية و الولاء الذي أرغم عليها .. فهذا ما ثار جيلي عليه !
أنا أريد "النظام " و ليس الزعيم .. نظام ديمقراطي يرفع و يقدس قيم الكرامة و الانسانية و العدالة و الحرية .. ينتصر لها لا على أنقاضها .
هذا هو الفرق بيني و بين أبي.




-         جعلتني الصورة أتأمل .. تلك الجنازة المهيبة و الوداع الحار أكيد أنها لشخص غير عادي .. ربما كان حسن النية و مخلص الوطنية و عظيم الهمه و الطموح ..و ضياع مصر الحرة كان مجرد نتاج كبواته .. فلكل تجربة غفلاتها و أخطائها خاصة إذا كانت بحجم ثورة على ايدي شباب قليل الخبرة .. ربما.
-         جعلتني الصورة أتأمل ..الملايين التي خرجت في جنازته المهيبة .. أكيد كان لها أسبابها و دوافعها و عواطفها.
-         جعلتني الصورة أتأمل ..الشعب المصري نعم عاطفي .. و غالبا ما يغفر و يسامح لأسبابه الخاصه و حساباته الخاصه – التي غالبا لا أفهمها !
-         جعلتني الصورة أتأمل .. في أولويات نسبة كبيرة من الشعب المصري على مدار العقود و الأزمنة المختلفة .. بين الخبز و هيبة و كرامة وتنمية الدولة  .. و فكرة "الزعيم " .. و توفير الدولة للمأكل و المسكن و التعليم و الوظيفة .. و بين حماية مصر من "العدو" الخارجي .. وبين الحرية و حقوق الإنسان و الحق في التعبير و الاختلاف و الاختيارو كرامة المواطن .
-         جعلتني الصورة أتأمل .. لا يمكن تقييم أو الحكم على شخص \ تجربة بزاوية واحده أو حدث واحد فقط .. كل شخص \ تجربة و لها نجاحاتها و اخفاقاتها .. سدادها و اخطاءها .. و النوايا هي الحكم .. و لا يعلم النوايا إلا الله .. لكني أعتقد أن "العاطفة" هي ثرموميتر النوايا .
-         جعلتني الصورة أتأمل .. رغم الفوارق الضخمة بين 52 و 2011 .. إلا أن بين التجربتين هناك عبر و دروس يجب عدم اغفالها و لا يجب أن نقع في نفس الفخ مرتين.
جعلتني الصورة أتأمل .. فازداد ايماني بأن الديمقراطية هي الحل .. الديمقراطية هي البداية الصح.