Hi, it’s me again,back!
طوال الأسبوع الماضي و أنا أرى و أتابع ما يحدث .. صدمت كثيرا .. قلقلت كثيرا .. و فكرت أكثر !!
أستمع و أستمع .. من الجميع.
قلقت و تخوفت ..
فمشهد النيران المشتعلة و الدماء السائلة و العنف الهمجي يغضب الطبيعة المصرية و يحزنها و يضع العقل في حالة ارباك شديدة تستنفر جميع ثوابته و رسوبياته التي زرعتها أنظمة الاستبداد على مدار 60 سنة للجنوح "للاستقرار" والمساومات و تقديم التنازلات من أجل " الأستقرار" ( قد يكون هذا الاستقرار هو مجرد الوهم باستدامة لقمة عيش و السلامة من تدمير و تنكيل أدوات الدولة البوليسية أو أي شيء يحدث تغييرا بروتين المصري اليومي) .
ليست هذه المساومات بجديدة . ربما بدأ نفق التنازلات انحداره المظلم عندما قبِل الغالبية من جيل ""ثورة " 52" بمساومة "النظام " وقتها بحلم الدولة الناهضة اقتصاديا ذات الهيئة الشكلية للدولة القوية المهابة .. و المحاربة للاستعمار و التدخلات الأجنبية – التي تحولت مع الوقت لبعبع اسمه "الغرب" و حالة التقوقع الفكري اقتصارا داخل فكر شخص الحاكم و أراءه _ .. و التي تتعهد بتوفير الوظيفة و المرتب الثابت و الطعام ..
في مقابل ..
في مقابل تضحيتها بالقلة التي تختلف (معها \مع الدولة\ مع الحاكم ) في التوجه أو التفكير أو الأسلوب و التعبير عن حلمها , فصمتت على اعتقالهم و محيهم و التنكيل بهم و تعذيبهم و امتهان كرامتهم و مستقبلهم , مثل ما حدث في معتقلات عبدالناصر لمعارضيه و من كان يختلف معه من الاخوان أو الشيوعيين أو ... أو.... لا يهم .. المهم أنه عارض و اختلف !!
و ساعدها على ذلك الآلة الإعلامية التي جيشها عبدالناصر و حزبه و نظامه لخلق أسطورة الزعيم البطل اللي كل قلوب المصريين معاه و اللي مش معاه يبقى خاين و عميل وابن ..و................
البطل الزعيم الذي وحده يعرف .. و وحده يعلم .. و وحده يقرر و وحده يقود .. و ليس من شأن أو حق الآخرين أن يزعجوا أنفسهم بأشياء إن تبد لهم تسؤهم !!!!
و ليس من حق آخر الاختلاف أو المعارضة إلا كان خائنا حقيرا يستباح اقصاءه و سجنه و اهانته و قهره و تعذيبه !!!
و هذا مربط الفرس.
قبلت الأغلبية و قتذاك و رضت و ارتضت من أجل "استقرار " تلك الدولة و "هيبتها" و "تماسكها " .. و تماشت مع محاولات الحاكم و آلته الاعلامية لازدراء و تسفية و تشوية من يختلف معه ..فلا بأس بالتضحية بأي "قلة مندسة" في سبيل هيبة الدولة .. تلك "الهيبة "التي امتزج وجهها وتلون بصور البطش و القمع و الاقصاء .. و تلك "الدولة" بمسماهم التي صارت مع الوقت مسمى لارادة و أهواء الحاكم .. و ذلك "الاستقرار" الذي انتهى في عصر مبارك إلى مسمى غطاءي للجمود و الغباء والتخلف و الخذلان !
و بمرور الوقت و اختلاف الحكام زادت التنازلات حتى وصلت لانتهاك الحرمات من نفس و عرض و دم في عرض الشارع على مرأى و مسمع .. وزادت فعالية و تطبيقات "الدولة" بؤسساتها و خدماتها من تعليم و صحة و أمن رداءة و ضعفا و هشاشة !!
لقد آل بنا و بمصرنا المطاف لسوء اختيار غالبية الأجيال السابقة ..
فالاختيارات نوعين .. اختيارالمساومات و هو اختيار الأفضل بين سيئين .. و اختيار المبدأ .
واليوم بيدنا الاختيار و لن نفرط في هذا الحق الذي انتزعته دماء و عيون و أرواح شباب مصر الثورة ..
اختيار رفض المساومات..رفض المساومة بين الحرية و الأمن .. رفض المساومة بين الكرامة و الاستقرار ..
اختيار ألم و صدمة المشهد بصدق ..على اختيارالخنوع و قبول التخديرتحت أوهام و تبريرات يخلقها الكذب و الخداع والاستغفال و الفشل ..
رفض المساومة بين أي مكاسب سياسية أو "عجلة انتاجية" ..وبين كرامة و دم و حرية الانسان المصري و حقوقه و حرمته.
اخترت الانسان المصري .
اخترت ميادين التحرير و الحرية .
دائما الحرية هي البداية الصح .
هناك فرق بين من يعيش على الأوهام ..
و من يعيش من أجل الأحلام.



No comments:
Post a Comment