Tuesday, October 29, 2013

تدوين.

Hi, it's me again, back!
انهارده كان عندي مشوار حلو قوي ومهم وعايزه أروحه في وسط البلد.
وسط البلد من أكثر الأماكن التي أحبها في مصر وكنت دائما أشعر فيها بشئ من العراقة والأصل. أشعر فيها بشئ من الامتداد .. الامتداد الذي يصل نقطتك بما سبقها من نقط في خطوط الزمان والمكان. أصل ومنتهى. وسط البلد هي ترمومتر المصريين. أو هكذا أشعرها.
انهارده خفت أن أذهب. حسبت ألف حساب للطريق وزحمة الطريق وبلطجة الميكروباصات وهي تسير في الاتجاه العكسي.. ولمكان ركن السيارة الذي غالبا لن أجده بشكل قانوني أو منظم , خفت من سيطرة وجباية الساسة - رغم اني أراها مبررة وده على الأقل شغل وأحسن 100 مره مما يسرق- , وعرفت أني سأمشي في الشارع .. خفت أمشي لوحدي. خفت من تحرش الزحام , وتحرش السرسجية , وتحرش المتسولين , فوضى الباعة الجائلين وفكرة عدم وجود رصيف أمشي عليه , وخفت شنطتي تتسرق. خفت من الفوضى المبالغ فيها في كل شئ . فوضى مرعبة نعيشها زرعت وعششت الخوف ده في خيالي.
بقالي كتير لم أنزل وسط البلد .. يمكن شهور ويمكن أكون قاربت السنة, لكن صدقا هذا هو ما تخيلته وكان أقرب لخيالي وأنا أقرر, الخوف والفوضى كانوا أقرب لخيالي من صورة المحالات الحلوة وروح القاهرة الحقيقية ودوشة وزحمة مصر الحلوة والناس الكثير اللي بحب أشوفها وأندمج معها .. ناس حقيقية مش بلاستيك..بلدك الحقيقية بصورة أوسع مش بس المقطوعة (cropped)  من سيتي ستارز.
أنا بدون هذا ..بدون خيالي واللي كان في ذهني .. ولا أدون واقعا مازال مجهولة حقيقته بالنسبة لي لأنني لم أذهب, بدون أني كنت خايفة من الفوضى , وخايفة من السرقة , وخايفة من التحرش, وخايفة مالاقيش مكان أركن وآخد مخالفة ظلم , وخايفة من الاستغلال عشان أمارس حقي في فسحة حلوة, وخايفة من الطريق الطويل مظاهرة تقطعه عليّ , وخايفة ما أعرفش أمشي في الطريق من كتر توغل الباعة الجائلين فيه . خيالي بقى خايف.
لعنة الله  على الخوف الذي سيطر علي وغلبني ومنعني من فسحة حلوه ولقاء مهم ومنعني من كل حاجه بحبها.
لازم أنزل وسط البلد قريب جدا إن شاء الله. لما الدماغ تسيطر عليها صورة ذهنية من خوف وخوف الآخرين ..صورة ذهنية من اللي بتسمعه .. يبقى لازم #أنزل_الشارع.
وبدون مصيبة أخرى وهي إني بقيت بفكر في مواضيع كتير وأقرر بدماغ أهلي مش دماغي.

هذا بجملِة وبكمالة المشاوير الكثيرة والرحلات الكثيرة والخطوات الكثيرة التي دوما ما أجبن وأكسل وأتخاذل مع نفسي عن القيام بها. رغم بساطتها.. ورغم ما أتصوره عن حبي للمغامرة . #طول_عمرك_يا

وبالهنا حبة الصراحة اللي بلعتها :)

No comments:

Post a Comment