Sunday, November 3, 2013

أليس في بلاد البيض





Hi, it’s me again ,back!

كان ياما كان يا سعد يا إكرام  ويحكى أن أليس بعد ما أن فتحت عينيها بعد ما عدت من جحرين قد الدنيا , كل واحد منهم بطول سنة وسنتين ,  وجدت نفسها في أرض عجيبة , أرض كانت تعرفها وناس كانت تعرفهم , لكنها الآن ترى الأرض غير الأرض والناس غيرالناس , الوجوه صارت تراها غير الوجوه .. فبدلا من من عيون وملامح وتفاصيل .. كانت ترى أجسادا يعتليها البيض بدلا من الرؤوس.
كانت أليس تكره البيض. تكره فيه اللزوجة .. تكره الزفارة.. تكرة الهشاشه الشديدة التي يمثلها وقابليته الشديدة للتحطيم . تكره سيره على السور ولاشئ سوى السور. السور دون العالم الفسيح. لم ترى في البيض سوى ذاك الضيق والاشمئزاز.
بلاد العجائب وقد كانت بلاد العجائب وراضيين بها .. كيف تحولت هكذا لبلاد البيض ؟!
المثير في قصة أليس انها كانت كل يوم تقابل بيضة شكل. فيوم تقابل بيضة صفراء ترفع في وشها أربع صوابع وتقعد تصب عليها صفارها وتزروط الدنيا .. أه كان أهم حاجه عندها أن تزروط الدنيا وخلاص عشان كل الناس تبقى قرفانة ومتعاصة ومتدربكة. لازم ولاد اللذين دول كلهم يتعاصوا بصفاري ويتزحلقوا وهم ماشيين وتقع وتتكسر رقابيهم على دماغهم كمان عشان سكتوا وسابونا يحصل لنا كده .. والأهم أنهم ماسكتوش على خيبتنا وفشلنا وماشربوش زفارتنا ولحوستنا وقالوا الله!
كل يوم كانت البيضة الصفراء تفرد جناحتها الملائكية المثمنة التي تتصور نفسها بيها –إزاي وهي بيضة ما أعرفش – و تقعد تقرف في أبو اللي جاب أليس وتقعد تحكيلها على مدى الظلم والقهر والظلام والفٌجر اللي أليس وناسها فيه والأيام السوداء الكوبيا اللي سيرونها ويعيشونها.
مشكلة البيض الأصفر أنه عمال شغال يرمي الناس بالطوب ومش قادر يتخيل إطلاقا انه بيضة ! ولما بيضة منه تمشش ولا تتكسر يالهوووووووووووووووي عالمناحة والتراجيديا اللي بيعملها !
وكانت أليس تتساءل بصدق وبراءة الأطفال (براءة بيضة أصبحت لا تصدق أحدا وملت كل أكاذيب وهراء صفحات الفيس بوك وشهادات الإخوان وقنوات الفضائيات بكل أبواقها الكاذبة التافهة الجاهلة القذرة) .. أليسوا بيضا ؟ لما يتجهون بكل طاقتهم نحو المطرقة ؟ لماذا يسعون إليها ؟ ويغضبون وينوحون ويتفاجأون ويتفاجعون عندما تنكسر بيضة؟!!!!! ماذا كانوا يتوقعون؟!
مشكلة البيضة الصفراء في إعتقادها بأنها بيضة مختارة وأرقى من باقي البيض لأنها "بتعرف ربنا" .. البيضة الصفراء لا تخطئ!!
هذا عن البيضة الصفراء.. أما بقى البيضة الخضراء..فهي البيضة المقتنعة تماما ن السلق هو الحل ! لازم تيجي قوة تمسك الدنيا وتسلق كل البيض وتغلي اللي جابوه علشان البلد تنضف وتتظبط , والبيض لن ينشف ولن ينصلح حاله إلا لو اتغلى واتغلى واتغلى لحد أما يبان له صاحب. بيضة لا ترى أي مشكلة في هرس كام كرتونة من البيض البلدي المعفن عشان البيض الأورجانيك النضيف المغلف يعيش كويس. بيضة خضراء تهوى تبعية واستعباد السلطة. من الآخر.. بيضة مابتقولش لأ  أيا كانت السلطة حتى ولو كانت بلا أي ضوابط أو رقابة أو حقوق. بيضة تعشق النفاق والتطبيل .  تطبل وتمجد وخلاص . بيضة مليئة بالإطلاقية والتطرف . بيضة كل أملها أنها تحافظ على مصالحها وترجع كل حاجه زي الأول .. أصلها لا مؤاخذة بيضة لا تستطيع التخيل أو الحلم.بيضة هراء "الديكتاتور العادل" و"طنط هيبة وطنط دولت " !!  بيضة لا ترى إلا من منظور واحد فقط وهو الأمني.. ولو حاولت إقناعها بباقي الصورة وتحدثت معها من منظور آخر .. من منظور جيل أليس الذي حلم أحلام الثورة والحق والكرامة والحرية والعدالة الإجتماعية على طول تطلق عليك نيرانها الصفراء اللزجة وتتهمك بأنك عيل ومش فاهم حاجه ثم مغيب ومضحوك عليك وضحية مؤامرة كبيرة اسمها "مؤامرة يناير " حتى تصل بك بأنك خائن وعميل !
بيضة معفنة من أيام الخمسينيات !
للأسف بعد الذي رأته أليس من البيض البمبي , بيض كانت تضع عليه آمال كثيرة للتخلص من سطوة وسيطرة البيض الأخضر , طلع بيض ممشش منه فيه ! قعد يطقش في بعضة مع بعضة حتى اتكسر كله. أصله طلع بيض سمج كل ما يفعله في الحياة أنه يقعد ينظر ويطلع من استوديو لاستوديو ومن جرنال لجرنال. بيض يقتصر دوره على انه ينتقد وينتقد ويرفض..أما عن تقديم حلول عملية .. خطة قابلة للتنفيذ .. مقترحات مبنية على معلومات ودراسات ..مالوش فيه!  بيض بمبي شعاراتي كل همه يمشي في مسيرات في الشارع ويتصور ويشجب في ندوة هنا ويندد في جلسة هناك , ويتوت على تويتر بشوية مبادئ وشعارات مطلقة من يتوع "يسقط يسقط" و"الشعب يريد" .. أسقط بشعاراته كل حاجه وأنه يبني حاجه واحده ..مفيش! كل كلامه إما "نرفض" وإما "المفترض", وجعل "الشعب يريد" هو كل ما يراه ويردده بمنتهى غض النظر عن الشعب ده وأهمية ومساعي تلبية احتياجاته وكيفية التعامل معه والتواصل الفعال مع مطالبه واحتياجاته .. الشعب الذي لم يعرف كسب أصواته في العملية الديموقراطية التي لم يتخيل بدوره ما قد يلعبه دور المال السياسي والخطاب العاطفي الشعبي والديني في حسمها .. أصل لا مؤاخذه "الشعب" الذي يعرفه ..هم التويبس والفولورز بتوعه على تويتر الذي انخدع بتزايد أعدادهم مع كل تويته!
ممششة.
وأول ما تخرج أليس مفرهدة من البيضة الصفراء والبيضة الخضراء والبيضة البمبي تستلقفها البيضة البيضاء .. هي بيضة طيبة وجميلة وبيضاء .. مشكلتها أن لونها الأبيض يجعلها تتأثر سريعا بباقي البيض حولها على مختلف ألوانه. يظهر عليها بعضا من صفار أو خضرة .. تتأثر بهم عاطفيا .. تشمئز وتزهق من كل بلاد البيض . البيضة البيضاء تريد الفرارمن أرض البيض و كل صفارها وبياضها وزلالها وقشرها , المشكلة أنها لا ترحل ولا تتحرك ولا تستطيع ولا تحاول .. هي فقط تريد . وإثباتا وإجلالا لهذه الرغبة العظيمة والمبررة في الرحيل تقوم البيضة البيضاء كل يوم كل ساعة كل دقيقة بتسميم بدن أليس بقد ايه البلد بقت مقرفة وقذرة وفوضى ومافيش فايده فيها ومافيش مستقبل فيها , وأننا عمرنا ماهنوصل لحاجه أو نحقق حاجه فيها.. بلاعة مشاعر سلبية وإحباط وبتطفح كل يوم على أليس . لازم البيضة البيضاء تقرف اللي حواليها وتكرههم في عيشتهم كل يوم . واجب قومي ورسالة سامية. أيتها البيضة البيضاء عايزة تسافري ..حقك .. واتفضلي في حفظ الله, لكن رجاءا ماتقرفيناش طول ماحنا قاعدين.
بيضة فعلا.
وكله كوم والبيضة الحمراء كوم. بيضة كل ما تقابلها –اسم الله عليها ويحرسها- تقعد تصنفك وتحكم عليك وتقيّمك  وكأنها تعرفك وتعرف كل دواخلك وخوارجك, وترصص لك المعطيات التي لديها عن شخصيتك وشخصية أمثالك  وتكّر لك كل النتائج وشكل حياتك في الخمس سنين القادمة. أسطوانة تنمية بشرية مشروخة. تصمم البيضة الحمراء على النقد المستمر وتقييم أليس وتكسير مجاديفها.
البيضة الحمراء هي بيضة "الحكم" .. بيضة "الناقد الفزلوك".. بيضة "المفروض" وما ينبغي أن يكون .. بيضة "لازم".. بيضة المُلقِّن اللي بيقولك لازم تقول ايه زي ما النَص بيقول ..بيضة الموضة .. بيضة ماشيتك اللي لازم تبقى كده..الطرحة اللي لازم تتربط كده.. الشغل اللي لازم يكون كده .."اللوك" اللي لازم يبقى عامل كده ............
حمراء!
والبيضة الفوسفوري .. دي بقى البيضة السعيدة طول الوقت ..التي تهرج طول الوقت وتهزر مع كل حد وفي أي شيء .. كل حاجه عندها سهلة ولذيذة ..ولو انت مش زيها ..أووووووووووووووه ..تبقى شخص كئيب قوي ومعقد!
ولن أطيل الحديث عن البيضة البنفسجي .. بيضة كسولة لا تعمل لأن كل الشغل ممل وغبي .. كل الشغل بلا معنى .. أي معنى قد يكون لعمل بكل هذه الفوضى التنظيمية وهذا العبث الإداري .. بيضة لا أحد يقدّرها أو يعرف إمكانياتها .. دائما يائسة ومستسلمة ..دائما هي مضطهدة .. دائما هي مفعول به .. دائما الآخرون هم سبب فشلها , دائما هي ضحية مؤامرة كبرى وفساد قائم والدنيا اللي ماجاتش عليها .. هي أصلا بيضة لا تعرف ما تريد .. وعشان هي بيضة فعمرها ما هتغيّر الكون وعمرها ما هتزرع الفسيلة .. وعمرها ما تاخد خطوة للأمام غير انها تقعد تلوم وتكئب وتكتئب و"تعدد" .
ليه يا بنفسج بتحبط وانت بيض كئيب وليلتك سوده وعيشتك هباب و..........
ومش ضروري بقى أحكي عن البيضة الذهبية ,  كل حديثها واهتمامها عن ماذا أشترت وماذا يشتري الآخرون ..منين وبكام .. والماركة دي ولا الماركة دي ..والمنتج ده ولا المنتج ده .. وأجيب دي ولا أجيب ده .. ممتلكات ممتلكات ممتلكات .. استهلاك استهلاك استهلاك !
 هو مين أصلا قال اننا لازم نشتري ده ولا ده ؟ ولا أصلا إذا كنا محتاجين تلك الأشياء ؟!! طب انت عايزه كده ..أنا مااااالي !..تتعجب اليس .
وأما عن البيضة دي والبيضة دوكها والبيض دوكهما ............

ومن الآخر أليس بقت شايفة كل الناس بيض , وعاشت خائفة من أن تنظر في المرآة لأنها تعتقد أن من يعيش وسط كل هذا البيض في بلاد البيض فلابد من أنها ستصير بيضة هي الأخرى.
ستعيش مع كل ما تكره بل ستصير يوما ما جزءا منه.
بس خلاص. 
وتوته توته فرغت الحدوتة.

No comments:

Post a Comment