Hi,it’s me again, back!
...........
" و كانت أول امرأه في حياته, و كان أول رجل في حياتها . تعلما معاً معنى الخصوصية و الخداع و الحروب و الصراعات . و الآن وسط كل العقاقير و العذاب و الألم كان يريد أن يكون معها, قريبا منها لا أكثر.
فتحت الممرضة الباب وقالت: أنا آسفة يا أستاذ. ممنوع أن تبقى معها في الغرفة ليلا .
ابتسم قائلاً: أنت من أين ؟
- من بولاق.
- يعني جيران .
اعتدل في جلسته , ثم قام . وضع يده في جيبه , و أخرج عشرين جنيهاً, و قال : و اسمك ايه ؟
- نوال . بس ممنوع ..
قاطعها و هو يضع العشرين جنيهاً في جيب قميصها الأبيض : طلعنا بلديات يا نوال . خليني انهارده بس.
هزت رأسها بالإيجاب في شيء من التردد , ثم قالت : ماشي بس ما تخرجش من الأوضه .. لو حد شافك ..
- مش هاخرج لحد الصبح.
ابتسم و أخذها بين ذراعيه من جديد.
لو عرفت أنه رشا الممرضة ..فسوف تلومه. و لكنها لن تفهم أبدا أن نوال لا تفعل هذا فقط من أجل العشرين جنيهاً , بل من أجل مساعدته أيضاً ! .. لن تفهم أن الرشاوي ليست دائما من شرير لشرير . و في الغالب في مصر هي من غلبان لغلبان آخر. "
كان هذا جزء من رواية "الدكتورة هناء " , تأليف د. ريم بسيوني , الهيئة المصرية العامة للكتاب, 2010 .
نعم , هذه هي مصر, مصر ليست شيت اكسيل حسابات , مصر ليست قواعد الهندسة كما في الكتب و برامج الكمبيوتر , و ليست معادلة كيميائية , مصر ليست أبيض أو أسود , مصر ليست برنامج !
مصر هي حاله شديدة الذكاء, شديدة البساطة لدرجة التعقيد .. هكذا المصريين ..عبقرية خاصه .. و هكذا مصر .. و هكذا حالة حبها .. و هكذا الحياه فيها ..عظَمَة على عظًمَه ..
حلوه رغم كل القبح .. ولادها جنبها رغم كل القسوة .. ..المنطق و الأسئلة فيها تثير الجنون !
لو عايز تفهمها و تحسبها.. ما تمسكش كالكيولاتور .. انزل الشارع .. انزل الميدان .. و عيشها.
و خالليها على الله .
No comments:
Post a Comment