Sunday, June 26, 2011

انت يا من أسقط النظام ..


Hi,it’s me again,back !
أكتب إليك أنت .. أنت من أسقط النظام !
انت يا من نزل و لبّى دعوة على الفيس بوك أو مظاهرة شاهدتها في التلفاز أو دعوة من صديق أو من مواطن و لا عمرك عرفته قبل كده و كان ماشي في الشارع .. انت يا من لبّى نداء القلب و الضميرو الانسانية بداخلك .. انت يا من سهرت الليل تحمي و تدافع بروح الجندي المصري بشهامته و شجاعته عن البيت و الأهل و الجامع و الكنيسة و المتحف و المستشفى ..انت يا من فكر و فهم و ساند و شارك و قلق و فرح  .. انت يا من تحرك و صرخ و صمد.. انت  يا من لبّى النداء – من غير امتى ولا فين و لا بعد ايه ولا نزلت كام مره والكلام ده - انت يا من قررت الصحوة يا من قررت تحطيم القيد .. أيها الأبّي الجسور الذي لن يرضى للحرية و الكرامة بديلا .
أتذكر معك ..
تم تنحية حسني مبارك من منصب رئيس جمهورية مصر العربية و حكمها يوم 11 فبراير 2011 , و لكنه سقط يوم 28 يناير , عندما خرج الشعب كله , شبابه و شيوخه , متعلميه و مثقفيه و بسطاؤه , فقراؤه و اغنياؤه في جميع أنحاء مصر بمحافظاتها و أحياءها .. بأسباب و توجهات و أولويات و مطالب متباينه تحت صيحة واحدة : الشعب يريد اسقاط النظام !
أدركت أنه سقط , و أتذكركلمة أحد الأمريكان عندما سُئل عن الخيارات أمام مبارك أو المده التي يستطيع المراوغة أو الصمود فيها _ مع قناعتي أن الموقف الأمريكي برمته كان موقف المتفرج المشاهد الذي حتى عجز عن التنبؤ و فهم ما يحدث ! – أتذكر إجابته  He’s finished ! و رأيت أن هذا القول "اللي جاب من الآخر " .. انت من قررت سقوط مبارك و رحيله قبل 12 فبراير.. و جعلت من التواريخ "مسألة وقت " !
انه أنت من أراد اسقاط النظام .. و انت من حدد انه ليس بتغيير بعض وجوه في حكومة .. أو حكومة كاملة .. او استقالة رمز عصابة في حزب .. و لا حتى باحتراق الحزب اللاوطني كله .. انت من حدد وقرر و أقر.
انه انت من لم يستسلم لمؤامرة الأمن و الغذاء في مقابل حريتك و إرادتك .. إنه أنت من رفض الكذب و المراوغة و لم ينخدع !
انت من لم يرتضي عمر سليمان نائبا أو رئيسا .. و من رفض شفيق رئيس وزراء .. و من لم يقبل استمرار أبو الغيط وزير .. و انت من أسقط جهاز أمن الدولة ..
إنه أنت من يرفض اساءة استخدام المحاكمات العسكرية للمدنيين .. انه انت من يريد محاكمة حقيقية و عادلة لمبارك و عصابته على جميع جرائمهم ..انه أنت من يرفض الفتنة الطائفية .. إنه انت من من يرفض التلاعب و المراوغة و الاستغلال بالشعارات و العاطفة الدينية .. انه انت من يريد سيادة و تطبيق القانون.. و انت من يرفض الاستعباد أو أي انتهاك لانسانية و كرامة المواطن من أي جهه كانت من كانت.. انت من يرفض الابتزاز .. إنه انت من يطالب بالعدالة و الحرية و الكفاية لا لنفسه و حسب بل لغيره أيضا.
أنت من يرفض و يتصدى لإرهاب البلطجية و الترهيب بهم .
إنه أنت من يرفض استبدال ديكتاتورية بديكتاتورية تحت أي شعارات أو صفه أخرى .
و أنت من يرفض اصطناع و احتكار جهة واحده للثورة أو إرادة أو صوت الشعب .
و أنت من يرفض المساومات و التنازلات والمراوغات و الصفقات من أجل مطامع "فئوية "و التمثيليات  و أشباه المواقف و أنصاف الحلول .
انت بوصلة يوم الجمعه و إرادته.. انت عمل و حلم و كد أيام الاسبوع .. انت صبر السنين و حلم ربيع مصر الذي تأخر كثيرا .. انت من يصدق أن ربيع مصر قادم ..بيدك أنت !
انت من تكون نحن.. نحن من تكون الشعب يريد .. نحن الشعب .. نحن الناس ..
تذكر معي .. طوال الرحلة .. هل كان الجميع متفقين على رأي واحد ؟ هل كان لدى الجميع نفس المواقف؟ بنفس مستوى الإدراك ؟ هل في كل جمعة بعد الرحيل كان للجميع نفس المطالب بنفس ترتيب الأولويات ؟هل كان دوما صوت العقل؟ ألم تسمع الأصوات تعلو كالضوضاء؟ ألم تر من يريد القفز على ثورتك؟ ألم تر أحزبا و ساسة و وجوه تتكلم و تتفاوض و تُقسِّم باسم ثورتك و قد ظلت طوال العقود تمثل أدوار الكومبارس الصامت ؟ ألم تر من من يتحول و يتلون ؟ و يتنازل تنازل من لا يملك لمن لا يستحق ؟
نعم رأيتهم.. و هم موجودون .. و لهم صوت.. و لهم ضجيج .. و يتزايدون .. و هذا طبيعي !! وهذا لا يهم !
إنه أنت من يسير بالثورة في المسار المرجو .. لن يسرق ثورتك أحد و أنت تحميها و أنت من أجلها .. أنت .. وجودك أنت هو الضمانة الوحيدة لإتمام ثورتك .. أنت يا من تؤمن و تصدق و تحلم .. أنت يا من أسقط   مبارك قبل 11 فبراير .. أنت من أسقط القذافي و علي صالح و الأسد و أنظمتهم ..أنت يا من أسقط النظام.
ثورتك حدودها هو ما تكونه و ما ترضاه و ترتضيه.



  • كنت في وسط البحر .. بأمواجه .. نركب مركب بدال .. و منه عرفت  .. أنه لا يصل المركب البدال للوجهه المنشودة إلا عندما يوجهه القائد الذي يسمك بذراع التوجيه.. و عرفت أيضا أن توجيه الذراع لا يعني الكثير إذا لم يقوم الفريق و المجموعة بالتبديل .. و عرفت أيضا أن اتجاه الموج الهادر إما أن يأخذ المركب إذا تم توجيهها مع التيار و لا يفرق كثيرا جهد التبديل .. و عرفت أيضا أن السير ضد التيار يأخذ جهد و وقت أطول .
منه عرفت.

No comments:

Post a Comment